Site icon IMLebanon

انقسام في الوسط السنّي؟!

 

يكثر التساؤل في الوسط السني عن الاسباب التي دفعت رؤساء الحكومات السابقة الى تسمية مصطفى أديب لتشكيل الحكومة الجديدة ، ومسارعة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى مباركة هذه الخطوة واعلانه الوقوف الى جانب اديب، وتصريح رئيس الحكومة الاسبق سعد الحريري، أن فشل أديب هو فشل له شخصياً، الأمر الذي لم يحصل مع رئيس الحكومة المستقيل حسان دياب، على الرغم من معرفة الجميع أن الثنائي الشيعي والتيار الوطني الحر هما في طليعة من وافق على مصطفى أديب المغمور سياسياً، ولا يعرف عنه انه مقرٌب من السعودية ومن دول الخليج، وحتى أن عراب هذه التسوية ايمانويل ماكرون رئيس جمهورية فرنسا صرّح انه لا يعرف أديب ولم يسبق أن تعرٌف عليه.

 

هذه الاسئلة التي تخض الوسط السني تزداد انتشارا مع رفض عدد من النواب السنة تكليف مصطفى أديب واعلنوا عددا من المواقف المتشددة ضد من قام بهذه التسوية ومن قبل بها، وكان اعنفهم النائب نهاد المشنوق الذي اتهم رؤساء الحكومات الاربعة بالخيانة ، ويمكن وصف الوسط السني اليوم بأنه يشبه الوسط المسيحي من حيث الخلافات العميقة التي تعصف به منذ فترة ليست بالقصيرة، علماً بأن الرئيس المكلف الذي على ما يبدو يتهيب الاعلام خوفاً من الانزلاق الى مواقف ترتد عليه، ولذلك، لم يصدر عنه أي موقف من سلاح حزب الله او ترسيم الحدود وضبطها، أو مقاربة الوضعين الاقتصادي والمالي.

 

كان لافتا في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه ، دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى اعتماد الدولة المدنية، وهذه الدعوة هي ارنب من الارانب التي يسحبها بري من كمه عندما يريد التعمية على طرح يتم تداوله ولا يعجب بري مثل طرح الحياد الذي اعلنه البطريرك بشارة الراعي على ابواب احتفال لبنان بذكرى المئوية الاولى لاعلان لبنان الكبير، معتبراً ان خلاص لبنان لا يمكن ان يتحقق الا بالحياد، والغريب ان بري يعرف تماما أن لبنان دولة مدنية وفق الدستور والقوانين، ولكنه تقدم بطرحه ليصل به الى اعتماد لبنان دائرة واحدة، يعني الوصول الى دولة العدد او دولة المثالثة.

 

انقذوا لبنان اولا من قعر الهاوية، واطرحوا بعدها ما طاب لكم من مشاريع.