IMLebanon

«فورة» الاستقالات البلدية لدى المسيحيين والاصوات الشيعية لن تكون الا للتيار

يحمل القانون النسبي الجديد على الطبقات السياسية والشعبية جملة من المتغيرات البنيوية والتغييرية في كافة مندرجاته ان من حيث مسائل الربح والخسارة او الرهان سلفاً على «فرط» الكتل النيابية الكبيرة بحكم المجموع الحاصل الذي يتحكم باللعبة الانتخابية، ولم يكن هذا القانون الجديد على الساحة اللبنانية عرضة فقط لتغيير وجوه نيابية عديدة، بل في استقتال رؤساء البلديات على الاستقالة والتوجه نحو الترشح للانتخابات النيابية بالرغم من كون بعض البلديات الناجحة في لبنان اقفلت الطريق على نواب المنطقة بفعل النجاحات التي حققتها واصبحت هي المرجعية الانمائية والاجتماعية، وبات النائب بحكم المتفرج وصولاً الى حالة مشلول الارادة خصوصاً في المناطق المسيحية حيث باتت بلديات كبيرة دون رئيس للمجلس البلدي كما حصل في ميروبا وحمانا وجبيل وصولاً الى الشياح ولكن رئيس البلدية الاخير لم يحسم امره بعد انتهاء مدة الاستقالات والمحددة بمدة زمنية معينة انتهت في 17 تموز الحالي.

ولكن لماذا هذا الاقبال على الاستقالة في ظل القانون النسبي الحالي وكانت معدومة في زمن القانون الاكثري؟؟

الاجابة لوزير مطلع على الشؤون البلدية: يقول ان كافة الذين استقالوا من رؤساء البلديات تطالهم حجج عديدة كالتالي:

1- بادئ الامر هناك من الذين استقالوا لم يستطيعوا التمييز بين العمل البلدي المحدود والشأن النيابي التشريعي – التنموي الواسع بحيث يظن بعض رؤساء البلديات ان نجاحهم في بلداتهم يمكن ان ينعكس ايجاباً ايضاً فوزاً في الانتخابات النيابية، متناسين ان في اللعبة النيابية كر وفر حتى اللحظة الأخيرة، والامثلة على هذا الموضوع كثيرة بحيث جلس العديد من المرشحين على الطاولة، ولدى بدء قراءة الاسماء غابت اشخاص عديدة، من هنا فان اللعبة النيابية التي تحاسب السلطة التنفيذية هي من اختصاص كبار القوم في البلاد ووحدهم من يقرر في ليلة ما ان ينقلب على حزب معين ويأتي بمرشحين مغايرين لما تم الاتفاق عليه!!

2- هناك من القادة الكبار من يلعب لعبة الهاوية حتى اللحظة الاخيرة في تركيب اللوائح ويناور تجاه من يعتبرهم حلفاءه لرفع سقف حصته، ولهذا يلجأ الى ترشيحات عدة يظن اصحابها انهم دخلوا فردوس البرلمان ليتضح عند الغربلة ان رئيس البلدية المستقيل تمشي المياه من تحته دون علمه وليخسر بالتالي البلدية والنيابة على حد سواء.

3- في كسروان استقال رئيس بلدية ميروبا وينتمي الى كبرى العائلات فيها من آل خليل وفق خلفية موعودة وعلى فرضية ان العائلة بأكملها سوف تسير خلفه متناسياًعامل الحزبية الذي تأصل وازداد نفوذه خلال هذه الدورة النيابية، وباتت العائلات منقسمة على نفسها حزبياً عدا عن الترشيحات من نفس العائلة وبهذا تكون النتيجة عرضة للانتكاسة في البلدية والنيابة معاً، الا اذا كان موعوداً بشكل جدي وكبير من القادة الكبار لدخوله اللوائح، وبالرغم من ذلك، فان لا شيء مضموناً حتى من خلال الصوت التفضيلي الذي يسعى اليه معظم المستقيلين من البلديات وعشرات المرشحين لقربه من القانون الاكثري.

4- في الشياح لم يكن واضحاً موقف القوات اللبنانية من استقالة رئيس البلدية ادمون غاريوس المقرب منها، الا انه إما استدرك الوضع وتحكمت به عوامل الحيرة ولم يحالفه الحظ وهذا الدرس بالذات سيشكل انموذجاً لكافة المستقيلين من رئاسة البلديات.

5- استقال زياد الحواط من رئاسة البلدية بضوء اخضر من معراب والدكتور سمير جعجع شخصياً، الا ان لدى حواط دراسات واحصاءات استند عليها لامكانية دخوله عالم النيابة والتعويل ان يكون حساب الحقل مطابق لحساب البيدر حيث الترشح على لائحة القوات اللبنانية دونه معوقات في منطقة تتأثر بالصوت الشيعي بشكل كبير حيث يقترع في كل معركة اكثر من عشرة آلاف صوت يشكلون بداية انطلاق جيدة وممتازة لاي لائحة، واذا بقيت القوات على الرأي السياسي القائم بحزب الله حتى موعد الانتخابات، فان مرشحها بالكاد سينال المئات من اصوات حركة أمل، اما اذا تطورت العلاقات، وهذا ما يتم لمحه من البعيد من خلال تخلي القوات عن النائب السابق الدكتور فارس سعيد وعدم امكانية تحملها خطابه تجاه حزب الله فيما يبقى الحواط ملتزماً بما تقرره القوات من خطاب مقبول اذا ما تم تبديله وعقلنته، اقله خلال وقبل المعركة النيابية القادمة.

ولكن مصادر هذا الوزير وضعت المعركة الحقيقية وفق الواقع القائم انها ستجري بين سعيد والحواط وسيلحق بسعيد القواعد القواتية قدر ما يكون عددها، لانها سارت معه سنين عديدة وهو اي سعيد من جاء يوماً بالنائب وليد جنبلاط الى منزل النائبة ستريدا جعجع ومعه العديد من النواب من اجل تسريع اطلاق الدكتور سمير جعجع من سجنه وهذا ما حصل، بمعنى اخر ان سعيد حمل لواء قضية القوات وقائدها وما زال، ولكن معراب ليست في وارد رد الجميل واكبر دليل ما جرى من ترشيح لزياد الحواط، ولكن وفق هذا الوزير فان جرود جبيل وكبرى البلدات فيها والوسط وقسم كبير من الساحل يسيطر عليه سعيد دون منازع، وهذا ما ظهرخلال انتخابات العام 2009، ويضيف الوزير: غداً عندما يجلس السيد حسن نصرالله او من ينوب عنه مع رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل سوف تنتهي حكاية تجيير الاصوات الشيعية لغير مرشحي التيار؟؟