مهزلة العصر تلك التي حصلت في ما يسمى بمجلس النواب قبل ايام من خلال عملية التمديد , لما يسمى بنواب الامة التي انتهت صلاحية استهلاكهم بانتهاء الوكالة الممنوحة لهم من الشعب اللبناني، فضربوا عرض الحائط على حد قول مصادر سياسية، ارادة هذا الشعب الذي أفقروه وجوعوه وشردوه ورحلوه الى ديار الله الواسعة بعد ان جعلوه لا حول ولا قوة له إلا الانصياع لاوامرهم، واخضعوه لقراراتهم التي تفوح منها كل روائح الهدر والفساد، ليمددوا اكثر من نصف ولاية مهترئة كإهتراء ولايتهم السابقة التي لم يفلحوا فيها باي شيء سوى التنفيعات والصفقات لهم ولازلامهم وزبانيتهم، وهي كثيرة قد يصعب حصرها ومنها على سبيل المثال لا الحصر، ان احدهم والذي خدم رئيسا في مؤسسة رسمية وعند انتهاء ولايته وإحالته على التقاعد، تمّ تعيينه مستشارا في القصر الجمهوري، ثم تعيينه رئيسا اعلى في احدى المؤسسات الرسمية مع العلم انه منذ انتهاء ولايته في المؤسسة الاولى كان قد بلغ سن التقاعد. وسألت المصادر عن حجم التعويضات والمخصصات التي تقاضوها وهذا اكبر دليل على اهتراء المؤسسات الرسمية التي ترهق كاهل الشعب اللبناني بدفع مثل هذه المخصصات والتنفيعات وغيرها من جيب المواطن الخاص، ولان هذا المواطن المسكين يعيش في رغد وبحبوحة ولم يصل الى مستوى هو ادنى من مستوى الفقر حسب احصائيات اغلب المنظمات الدوليـة والعـالمية.
أما مسخرة التمديد تضيف المصادر، التي شارك فيها الجميع دون إستثناء حيث لعب كل من يسمى بنـواب الامة دوره على أكمل وجه، إذ منهم من حضّر وصوّت للتمديد، وآخر إمتنع وخرج للاعلام ليعـلن ان هذا التـمديد هو غير شرعي وغير دستوري وغير ميثاقي حيـث ان هذا ما هو الا ضحك على ذقون اللبنانيين المساكين، لان من يرفض التمديد ويصرح في أكثر من مؤتمر صحافي رفضه هذا، لماذا لم ينسجم مع قناعاته وارادة الشعب اللبناني التي يتغنى بها ويحرض اعضاءه على تقديم استقالتهم من هذا المجلس الممدد على كراسي وثيرة، واذا كانت ذريعة البعض كما تقول المصادر بأن الاوضاع الامنية لا تسمح بذلك وهذه حجة واهية. فالدليل الاكبر ان العراق كان يعيش تحت براميل من النار والبارود ومزنر بالمتفجرات والسيارات المفخخة، وتمت فيه عملية الانتخابات. وكذلك في سوريا المشتعلة اضافة الى ليبيا التي يتصارع فيها القبائل حيث لا ذريعة امنية لتبرير التمديد. بل ان الجميع خائفون من عدم حصولهم على المقاعد التي يحتلونها حاليا في حال تمت الانتخابات، ولان الناس قد ملّوا وقرفوا وسئموا من هذا الظلم السياسي الفاسد والمنتهية صلاحيته والذي لم يفعل شيئا تجاه مواطنيه، كذلك آثر عناصر ما يسمى بنواب الامة الاحتفاظ باللوحة النيابية الزرقاء، اضافة الى مخصصاتهم الخاصة واللجوء الى التمديد الذي تعتبره المصادر بانه غير قانوني، كما ان انتخاب اي رئيس للجمهورية من قبل هذا المجلس غير الشرعي يعرض الرئيس المنتخب ايا كان وفي كل لحظة للطعن بشرعيته وعدم دستوريته لان انتخابه سيكون صادراً عن هيئة غير شرعية وغير قانونية ومن مجلس لا تتوفر فيه اي مسوغات قانونية او شرعية.
هذا ما يؤثر، حسب ما تختم المصادر على القول ربما سيكون على رئاسة الجمهورية «السلام»، ليبقى الحال على ما هو عليه حاليا خاصة ان الشعب اللبناني يعيش في غيبوبة لا مثيل لها، ودعاة السياسة والنفاق والذين يعبثون في ادارة شؤون البلد من اجل صفقاتهم وسمسراتهم وتنفيعاتهم. ولكن يبقى السؤال، أين المرجعيات الروحية والدينية، واين القيادات المسيحية الاخرى الغيورة على مصلحة الطائفة؟ ولا داع لان يخـتفي احد وراء اصبعه، لان الشمس طالعة، والنـاس إن لم تكن كل الناس، فبعض الـناس «شايـفه» ويعلـمون بأن مسخرة التمديد هي «السيف البارق» لقـطع رأس الجمهورية والجميع ساهموا بالاعدام دون استثناء.