Site icon IMLebanon

التطورات في سوريا: ما يساعدها وما يحبطها  

 

لا شك في أن التطورات الأمنية التي استجدت على الساحة السورية، لا سيما على محورَي حلب وحماه قد فاجأت الكثيرين وليس النظام السوري وحده، وتمثّلت المفاجأة الكبرى في التقدم السريع الذي حققته جماعات النصرة في الساعات الأولى من الهجوم الذي شنته على مواقع الجيش العربي السوري وسجّلت فيه خروقات لافتة بحجمها ونتائجها، قبل أن يبادر النظام الى محاولة استدراك الوضع  في الميدان والقيام بالهجوم الدفاعي المضاد.

 

وبالتالي فإن العوامل التي تساعد المهاجمين تنطلق من المستجدات الكبيرة في الإقليم، وثمة مستجدات هي، بالمقابل، في مصلحة الرئيس السوري بشار الأسد.

 

أولاً – ما هو في مصلحة الجماعات التي بادرت الى الهجوم:

 

أ – استفاد أصحاب العملية من انسحاب الكثيرين من مقاتلي حزب الله من الداخل السوري جرّاء الأحداث الكبيرة في لبنان. وهذا في حدّ ذاته أضعف مواقع الدفاع السورية(…).

 

ب – كما استفادوا من انشغال روسيا في همّها الأوّل الذي هو الحرب في أوكرانيا كأولوية للرئيس فلاديمير بوتين، وإن يكن لم يسحب كامل قواته من سوريا، إذ إنه أبقى على قوات رمزية بما فيها، وربما أهمها، القاعدة الجوية التي بادرت في اليومين الماضيين الى مشاركة الطيران السوري في قصف مواقع المهاجمين…

 

ج – استفادت جماعة «النصرة» في عمليتهم من «قبّة باط» من جهة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي تأزمت العلاقات بينه وبين الرئيس السوري بشار الأسد الذي لم يتجاوب مع مبادرة بوتين الى عقد لقاءٍ بينه وبين أردوغان، الذي كان يرحب بهكذا لقاء لبحث ما يسمّيه «الخطر الكردي المشترك»…

 

ثانياً – ما هو في مصلحة النظام السوري:

 

أ- تغير الوضع في الإقليم، ولا سيما في بلدان الجامعة العربية، التي أعادت العلاقات الديبلوماسية مع دمشق، وبالتالي عودة الأسد الى كنف الجامعة العربية وكذلك الى المجموعة الإسلامية.

 

ب – المواقف العربية، بأكثريتها، ليست في مصلحة التطرف ولا هي داعمة للإخوان المسلمين… الموقف المصري الداعم سوريا بقوة، وكذلك موقف دولة الإمارات العربية المتحدة وسواهما…

 

ج – افتقد المهاجمون الى الدعم الإعلامي الكبير الذي توافر لمعارضي النظام خلال الحرب السورية بدءاً من العام 2011.

 

وبالتالي يمكن إضافة عوامل عديدة أخرى تتقاطع على عدم توفر الحد الأدنى من الغطاء الذي كان متوافراً للثورة السورية قبل بضع سنوات… يضاف الى ذلك أن العالمَين العربي والإسلامي منشغلان بالحدَث الأكثر أهمية والمتمثل في حرب الإبادة التي يشنها العدو الإسرائيلي على غزة ولبنان.