Site icon IMLebanon

“إسرائيل” تحاول تعميم التجربة السوريّة… 

 

 

مقابل كل فعل على الجبهة الجنوبية ردة فعل، تكبر كرة ثلجها يوما بعد يوم حاصدة المزيد من الشهداء، في حرب باتت قاب قوسين او ادنى من تفلت قواعد اشتباكها متجاوزة الخطوط الحمر، حاملة كل يوم المزيد من المفاجآت، طارحة كما من الاسئلة، اجابتها في عهدة الايام المقبلة، وفي جيب الموفدين الاميركيين الى المنطقة. فإلى أين سيصل التصعيد؟ وهل سيبقى تحت سقف حرب الاغتيالات والرد بضربات لقواعد عسكرية استخبارية؟ ما هو مدى الضربات؟

 

وفي انتظار توافر الاجابات ، ترى المصادر ان اغتيال مسؤول وحدة التدريب والمواجهة، الرجل الثاني في قوات الرضوان، يعتبر بالنسبة لحزب الله اخطر بكثير من اغتيال المسؤول في حماس صالح العاروري، فقد ادت العملية الى رفع مستوى المواجهة، وزادت من تعقيدات التفاوض ومن رفع منسوب الرسائل الدقيقة الى لبنان، علما ان التقارير الاستخباراتية تتحدث عن ان الشهيد الطويل  كان سبق وزار غزة، في مهمة استشارية وتدريبية، كما انه شارك الى جانب الحشد الشعبي في المعارك ضد “داعش”، والاهم انه من ابرز واضعي خطط مواجهة اي تقدم “اسرائيلي” بري.

 

وتابعت المصادر بان بنك اهداف حزب الله كبير، وبالتالي فان قيادة المقاومة تعمل وفقا لاجندة محددة، تسمح لها باستعادة المبادرة بعد كل فعل “اسرائيلي”، للابقاء على توازن الرعب قائما، منعا لانهيار الاوضاع وتطورها نحو الاسوأ. من هنا فان اختيار قاعدة “ميرون” لم يكن من فراغ، اذ ترجح معطيات الحزب ان تكون ادت دورا محوريا في عملية اغتيال صالح العاروري، لجهة التنسيق وادارة ومراقبة تنفيذ هجوم الضاحية، باعتبارها قاعدة قيادة وسيطرة، قادرة على التعامل مع الاهداف بسرعة ، وهو ما اعتبرته المقاومة رسالة قوية لردع “اسرائيل” التي ردت باستهداف المخطط للهجوم.

 

واعتبرت المصادر ان الحرب باتت اليوم حرب استنزاف وانتقام، هدفها ضرب قيادات اساسية، وهو ما تقوم به “اسرائيل” عبر عمليات الاغتيال، التي تأمل توسيعها الى حرب مفتوحة وشاملة، خلافا لحسابات حزب الله، وهو ما تبينه المعلومات الاستخباراتية، من خلال نقل خمسة الوية من الجبهة الجنوبية الى الجبهة الشمالية، فضلا عن نشر منظومات صاروخية  تسلمتها “تل ابيب” من واشنطن، من نوع “ام.ال.آر.اس” التي تتمتع بقدرة نيران وتدمير كبيرة ودقيقة، فضلا عن سرعة تحريكها وتغيير اماكن ارباضها.

 

واشارت المصادر الى ان هذه الخطوة تدل على اتجاه “اسرائيلي” لاعتماد سياسة الارض المحروقة، عبر تدمير ممنهج، خصوصا ان الساعات الماضية تكشفت عن مخطط لاشعال مناطق حرجية عند الخط الازرق، لكشف الجهة اللبنانية من الحدود بالكامل، وبالتالي جعل الحياة في تلك المنطقة شبه مستحيلة.

 

وختمت المصادر بان “تل ابيب” تحاول ارساء قواعد شبيهة لتلك التي فرضتها المواجهة في سوريا، حيث باتت الغارات شبه يومية دون حصول اي رد، ما ادى الى كسر المعادلات لمصلحة العدو، التي بات يتحرك بحرية كاملة في التعامل مع الاهداف داخل سوريا، التي تعتبر احد اخطر بؤر الخرق التي كشفت العديد من قيادات حزب الله الاساسيين.