Site icon IMLebanon

“الحزب القومي ـ فرع بنات”

 

 

تمنّى كثيرون لو لم يصدر حزب “القوات اللبنانية” أي بيان، بشأن هتافات محازبين قوميين، عقب احتفالهم الكشفي “الحاشد” في شارع الحمرا، في الذكرى الحادية والعشرين لتحرير الجنوب، واكتفت “القوات” بتقديم شكوى ضد كل من ردد “طار راسك يا بشير جايي دورك يا سمير”، وفي الهتاف اعتراف وافتخار باغتيال رئيس الجمهورية الشاب، ودعوة واضحة إلى تجديد القتل بوصفه رسالة من أيام رياض الصلح حتى أيامنا. كلام حاقد مستفز. حتى النائب جبران باسيل استفظعه.

 

لكن لو لم يصدر بيان “القوات”، لما تمتّع الجمهور برد الحزب “السوري القومي الإجتماعي”، وفيه من النبل والرصانة والشعور بالمسؤولية ما يرفع رأس الممانعة في لبنان والهلال الخصيب بأسره، ويحرّك النبض القومي في منفذية قبرص الواحدة والموحدة.

 

ساء ميليشيا القوات “أن ترى قوة الحزب السوري القومي الاجتماعي الحقيقية وقدرته على جمع آلاف مؤلفة من كل المناطق والشرائح الاجتماعية والهتاف لأجل فلسطين، من بيروت عاصمة المقاومة والتحرير”، جاء في الردّ الوجداني ولدي ما يشبه اليقين، لا بل أراهن أن سمير جعجع لا يعرف حتى اسم رئيس الحزب (الدكتور ربيع بنات)، ولا يعرف كم من جناح نبت لحزب سعادة في الأعوام الأخيرة. ولم يشاهد للأسف الألوف المؤلفة. لو شاهدها لعقدت الدهشة لسانه.

 

سخر “الحزب القومي ـ فرع بنات”، في بيان الأحد، من محاولة اغتيال جعجع في العام 2012، مطلقاً عنواناً لفيلم: “الوردة المنقذة من الإغتيال”، ترى ماذا يقترح لأفلام مروان حمادة ومي شدياق والياس المر وبطرس حرب؟ ومن أنقذهم من الإغتيال؟

 

والأهم في بيان القومي “أن الهتاف (الداعي للقتل) لم يطلق في أي فقرة من فقرات العرض الرسمي، ولم تصوره أو تنشره عمدة الإعلام، الجهة الوحيدة التي تعبر عن موقف الحزب، بل تمّ تصويره بهاتف أحد الموجودين أثناء إطلاقه بشكل عفوي في طريق الخروج من الاحتفال”، إذاً فالأمر لا يعدو كونه كلام صبية مؤيدة للأمين حبيب الشرتوني.

 

يكبر “الحزب السوري القومي الإجتماعي”، أخاه حزب “الكتائب اللبنانية ـ الحزب الديموقراطي الإجتماعي اللبناني” بأربعة أعوام، والحزبان ولدا في زمن النازية والفاشية، ومن رحم “الكتائب” وبيئتها المسيحية ولدت “القوات اللبنانية” وتمددت على كامل جغرافيا الوطن وتمثلت في البرلمان بكتلة وازنة، في المقابل انحسر “الحزب القومي”، إلى حدود شارع بيروتي وبلدة كورانية.

 

يكبر “القومي”، بكافة فروعه، في السن. ويظلّ، بممارساته وخطابه الخشبي الفضفاض، في سن الحمق.