Site icon IMLebanon

الناقلة المحتجزة في جبل طارق تزرع الفتنة بين إيران وأوروبا

 

– لو فيغارو

 

تعاني العلاقة الأوروبية – الإيرانية من حساسية شديدة ويتزايد التوتر بينهما. إذ احتجزت القوات البريطانية ليل الخميس- فجر الجمعة، في جبل طارق، ناقلة نفط إيرانية للاشتباه في أنها تحمل نفطاً إلى سوريا.

 

هذا الأمر يشكل انتهاكاً للعقوبات الأوروبية والأميركية التي اتُخذت عام 2011 ضد نظام بشار الأسد، كردّ على أعمال القمع العنيفة ضد المدنيين. كانت الناقلة «غريس 1» متوجهة إلى مصفاة بانياس لتكرير النفط في سوريا، بحسب ما أشارت إليه السلطات البريطانية وشرطة جبل طارق، التي قامت بعملية التفتيش بصورة مشتركة.

 

الحظر الغربي على دمشق من جهة وعلى طهران من جهة أخرى يختلطان من الآن فصاعداً في مياه الخليج. منذ أن أعادت الولايات المتحدة فرض عقوباتها على أهم مشتري النفط مثل الصين، الهند واليابان بعد انسحابها بصورة انفرادية من اتفاق تموز 2015 حول النووي الإيراني، أصبحت غالبية مبيعات النفط الإيراني تتجه نحو سوريا. تعتبر طهران من أكثر الداعمين لنظام دمشق، لأنها منذ بدء الحرب في سوريا وهي تدعم بشار الأسد بمساعدات إقتصادية، سياسية وعسكرية.

 

لحظات حرجة

يؤثر احتجاز ناقلة النفط الإيرانية بشكلِ كبير على فرنسا وحلفائها الأوروبيين، حتى ولو من الممكن أن يكون هذا العمل منظماً من قبل الولايات المتحدة. هذه اللحظات هي في الواقع حرجة. تحت ضغط شديد منذ الإنسحاب الأميركي في العام 2018 وإعادة فرض البيت الأبيض العقوبات، ها هي إيران تنتهك للمرة الأولى واحدة من ارتباطاتها.

 

في حين أرادت الجمهورية الإسلامية استعادة توازن القوى الذي كان لصالحها، وتجاوزت الحد المفروض على مخزونها من اليورانيوم المنخفض التخصيب (300 كيلو). بالصفة الرمزية، كانت خطوة إيران خطيرة أيضاً. طهران، التي وجهت إنذاراً نهائياً للدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، ألمانيا والمملكة المتحدة) وهي الدول التي تقاتل من أجل إنقاذ تسوية فيينا، من المتوقع أن تعلن عن إنتهاكات جديدة يوم الأحد إذا لم تقم هذه الدول بتقديم حلول ملموسة لتعويض الإنسحاب الأميركي على المستوى الإقتصادي. ستحاول باريس وبرلين ولندن، هذه العواصم الثلاث المعنية بالملف الإيراني النووي منذ الـ2003، إقناع إيران الالتزام بوعودها وواشنطن التحلّي بالمزيد من المرونة. في طليعة هذا الملف، تريد فرنسا تجنّب أي إنزلاق وتفضّل التحرك بينما لا يزال هناك «فرصة سانحة».

 

لكن هذا الحدث من الممكن أن يُحطّم آمال فرنسا، وأن يزيد من حدة التوترات بين طهران والغرب. وفقاً للسلطات الإسبانية، إنّ إحتجاز الناقلة غريس 1 التي تحمل العلم البنمي في أقصى جنوب إسبانيا قد تمّ بطلب من الأميركيين. طلبت طهران الإفراج «فوراً» عن الناقلة. أدان وزير الخارجية الإيراني هذه المبادرة البريطانية معتبراً أنها «مماثلة للسياسة القاسية المعتمدة من قبل الولايات المتحدة والتي لطالما عارضتها الدول الأوروبية.» كذلك، دعا مسؤول متشدّد إلى الردّ بالطريقة نفسها ضد المملكة المتحدة. يعتبر هذا التصعيد غير مبشّر في المفاوضات.