Site icon IMLebanon

هل يطيح الحزب أمينه العام قبل أن يطيح به؟

 

خسارة شعبية لـ”الطاشناق”… المحاسبة آتية لا محالة

 

 

لا شكّ في أنّ الإنتخابات النيابية الأخيرة كشفت مكامن ضعف معظم حلفاء «حزب الله» ومحور «الممانعة»، وبالتالي انصرف القيّمون على القوى الحليفة إلى إجراء نقد ذاتي.

 

كان رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية أول من أعلن الخسارة إذ قال عبارته الشهيرة «ظمتنا بريشنا»، ليتبعه رئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب معلناً خسارة المقعد الشوفي واستغلال أصواته وأصوات رئيس الحزب «الديموقراطي» طلال إرسلان لإنجاح ثلاثة نواب لـ»التيار الوطني الحرّ»، وكاشفاً أن «حزب الله» منح 5 نواب للنائب جبران باسيل، في حين أن إرسلان بدوره أعلن أنه سيُجري دراسة ويستخلص العبر ويحدّد العلاقة مع الحلفاء قبل الخصوم.

 

وفي الشكل، فإن حزب «الطاشناق» بقيادة أمينه العام النائب أغوب بقرادونيان حافظ على كتلته النيابية المؤلّفة من 3 نواب، لكن في المضمون فإن الحزب الأرمني العريق الذي كان يُفاخر بأنه يختزل التمثيل الأرمني كاد أن يخسر مقعده في المتن الشمالي لو لم تخدمه لعبة الحواصل.

 

وفي التفاصيل، فإن» الطاشناق» إستطاع تجيير أكثر من 11 ألف صوت للائحة «التغيير والإصلاح» في إنتخابات 2009 المتنية، وانخفض هذا الرقم إلى نحو 7000 صوت في إنتخابات 2018 ليصل إلى أقل من 5000 صوت في الإنتخابات الأخيرة.

 

وبدا الترهّل واضحاً على هذا الحزب الذي يعاني من سوء إدارة ونقمة على أمينه العام بقرادونيان الذي يتصرّف، بحسب ما يقول بعض «الطاشناقيين»، كما تصرّف النائب السابق أسعد حردان مع الحزب «السوري القومي الإجتماعي»، وكانت الخسارة الأكبر في بيروت الأولى حيث يوجد 4 نواب أرمن، فقد فاز بمقعد واحد وحصد مرشحه الفائز أغوب ترزيان 2647 صوتاً تفضيلياً والخاسر ألكسندر ماطوسيان 2216 صوتاً تفضيلياً، أي أنّ مرشّحَي «الطاشناق» لم يستطيعا الوصول إلى الحاصل الذي بلغ 5512 صوتاً فقط، في حين ذهبت بقية المقاعد الأرمنية إلى النواب جان طالوزيان وجهاد بقرادوني وبولا يعقوبيان.

 

أما الكارثة الكبرى والتي تكشف حجم التراجع «الطاشناقي» فكانت في معقلهم المتن الشمالي وتحديداً برج حمود، ولم تنفع الطائرات التي استقدمها الحزب من أرمينيا لنجدة بقرادونيان، فحصل على رقم متدنٍّ هو الأسوأ منذ تاريخ تأسيس الحزب وهو 4973 صوتاً تفضيلياً، ما يطرح علامات استفهام كبرى عن أداء الأمين العام لـ»الطاشناق» سواء الإداري أو السياسي، وعن قدرة الأرمن على المحاسبة.

 

وبالنسبة إلى زحلة، فإن عودة المقعد الأرمني إلى «الطاشناق» ليس بقوته الذاتية، بل بفائض الأصوات الذي يملكه «الثنائي الشيعي»، وقد حصل مرشح «الطاشناق» جورج بوشكيان على 2568 صوتاً، أي أنه ومرشح «التيار» سليم عون لم يصلا إلى نصف الحاصل.

 

إذاً، يتبين أن مجمل الأصوات التي نالها حزب «الطاشناق» بمرشحيه الرابحين والخاسرين هو 12404 أصوات، أي أنها لا تتجاوز الحاصل الواحد في أي دائرة مسيحية، في حين أن أرقام منافسيه من مرشحين أرمن تخطّت هذا الرقم، واستفاد من انخفاض الحاصل في بيروت الأولى، ومن تحالفه مع «حزب الله» في زحلة ليحصل على هذا العدد من المقاعد.

 

وفي السياق، فإن النقمة الأرمنية على قيادة الحزب ستترجم في الفترة المقبلة بالمطالبة بتغيير الأداء على كل الصعد، وقد يصل بعض الحريصين على الحزب إلى المطالبة بالإطاحة بالقيادة نظراً إلى التراجع الذي يشهده وضعه الحالي لأنهم يعتبرون أن المحاسبة آتية لا محالة.