Site icon IMLebanon

حزب الطاشناق يضرب ضربته في المدينة

 

حكومة العهد الأخيرة بلا وزير كاثوليكي من زحلة

 

 

سقط التمثيل الكاثوليكي في زحلة في الحكومة الأخيرة بعهد الرئيس ميشال عون، ليقتصر الحضور الزحلاوي فيها على حصة حزب الطاشناق (من توليفة الرئيس نجيب ميقاتي)، فسجّل بذلك الحزب الأرمني الأقوى سابقة، لجهة تسمية وزير أرمني من زحلة، وليس من بيروت أو المتن كما جرت العادة.

 

وزير الصناعة جورج بوشكيان هو الوزير الذي فازت به زحلة من الحكومة، وسط صمت لفّ المدينة حول أحقّية تمثيل عاصمة الكاثوليك بوزير من الطائفة، باستثناء تعليق النائب ميشال ضاهر على هذا الغياب للتمثيل الكاثوليكي، بتغريدة عبّر فيها عن مرارته “لحرمان زحلة وقضائها من التمثيل الوزاري لطائفة الروم الكاثوليك للمرة الثانية”، كما قال، رابطاً ثقته بالحكومة ببرنامجها الإقتصادي والمالي الذي تمنى أن يكون بحجم الأزمة.

 

فيما لفتت الزيارة التي قام بها النائب جورج عقيص لتهنئة بوشكيان، وقد جرى تسويقها في الإعلام المحلي كبداية تعاون من أجل خدمة أهالي المدينة، مقابل صمت رئيسة “الكتلة الشعبية” ميريام سكاف، وكان بوشكيان قد تحالف معها إنتخابياً في سنة 2018، وأمّن لها الحاصل الأعلى من الأصوات التفضيلية بين مرشّحي الأرمن على اللوائح الباقية، إلا أنّ مجموع حاصل لائحة سكاف أخرجها من دائرة التنافس على المقاعد النيابية، فحطّم أحلامه بالمقعد المخصّص للأرمن الأرثوذكس في هذه الدائرة.

 

في الشكل إذاً، زحلة حاضرة بالحكومة ولو بوزير ارمني. ولكن عملياً بوشكيان هو من حصة حزب الطاشناق، وليس هناك حصة لزحلة في هذه الحكومة، وإن عبّر الوزير الأرمني في دردشة صحافية عن إستعداده لوضع كل إمكانياته في خدمة المدينة وقضائها.

 

ولبوشكيان مصلحة متبادلة بتكثيف جهوده في المدينة، خصوصاً أنه يتحدّر من نادي الطامحين الى مقعد نيابي، وقد نجح ببناء شبكة واسعة من العلاقات فيها، تخطّت حزب الطاشناق وقاعدته الارمنية في عنجر وزحلة، الى علاقة وطيدة نسجها مع أبناء الطوائف المتبقّية في زحلة.

 

إلا أن الظلم الذي لحق ببوشكيان جرّاء قانون إنتخابي جعل من مرشح أرمني في زحلة نائباً بـ77 صوتاً فقط، لا يبدو أنه إستفزّه الى حدّ المطالبة بتعديلات تسبق الإنتخابات المقبلة التي يفترض أن تجريها الحكومة الحالية، بل بقي متحفّظا رداً على سؤال حول رأيه في القانون الإنتخابي الحالي، مشيراً الى أن أي تعديل على القانون يجب أن يطرح في مجلس النواب، وهناك من يطالب بهذا التعديل.

 

يذكر أن زحلة حضرت في حكومة الرئيس حسان دياب من خلال وزيرة المهجرين غادة شريم “الكاثوليكية التي سمّاها الرئيس ميشال عون”، فيما ضمّت حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى في عهد الرئيس ميشال عون الثنائي جريصاتي سليم وفادي، وكلاهما ليسا مقيمين بالمدينة، حتى لو كان سليم جريصاتي من المتردّدين على مطرانيتها الكاثوليكية، ومن القريبين لمطرانها عصام درويش الذي يسوّق لحضور جريصاتي بشكل دائم في مناسبات المطرانية ولقاءاتها وتحركاتها المطلبية.

 

فيما كان صوت زحلة يرتفع سابقاً عند تشكيل معظم الحكومات بأحقّية تمثيلها العادل بمقعد كاثوليكي على الأقل. وكان التجاهل لمطلب المدينة بوزير كاثوليكي يسمّى من الأقطاب الزحلية، يقابل ببيانات إستنكار وإستهجان وبرفع الصوت من معظم فعاليات المدينة سابقاً.