IMLebanon

مغريات الإنفجار

قال الديبلوماسي الغربي إن ما يجري في لبنان يشكّل أعجوبة كاملة المقوّمات. وهي تتمثل في أن بلدكم الصغير، هذا، لم ينفجر بعد.

وأضاف: إن «مغريات الإنفجار» كلها متوافرة عندكم وهي كثيرة جداً. ويمكنني أن أتوغل في السرد طويلاً… إلاّ أنني أكتفي بالآتي:

أولاً – بين القيادات السياسيّة خلافات جديّة متمادية. وقد إنعكست على القاعدة الشعبية بقوّة بما يمكن ملاحظته على مواقع التواصل الإجتماعي كلها. ويبدو من التعابير المستخدمة أنّ النفوس مشحونة بالكراهية، والقلوب مملوءة بغضاء وحقداً… وبات «طبيعياً» استخدام عبارات جارحة، واتهامات شديدة، واصدار أحكام قاسية من فريق (وأنصاره) على الفريق الآخر (وأتباعه).

ثانياً – تفرّخ عندكم تنظيمات ذات طابع عسكري مهما حاول البعض أن يضفي عليها تسميات وأوصافاً «رياضية» أو ما شابه. وهي تستقطب الأجيال الصاعدة، ما يعني أنّ جمهوريتكم الثانية فشلت في إزالة العوائق (على أنواعها) من بين اللبنانيين بأطيافهم كافة. وأقول «العوائق» كي لا أستخدم تعبيراً أخطر وأشد وطأة، وإن كان أكثر ملامسة للواقع والحقيقة.

ثالثاً – التدريبات العسكرية، عندكم، قائمة على قدم وساق. وإذا استثنينا حزباً واحداً، أو حزبين فاعلين فإن عشرات آلاف الشبّان يتدربون على السلاح في مناطق تمتد من الشمال الى الجنوب، ومن البقاع الى الجبل. ولست أخترع جديداً في هذا الكلام، فإنّ سياسيين ومسؤولي أحزاب يقولون مثله، ويذهبون الى أبعد منه، في أحاديثهم وتصريحاتهم. ولعلّكم استمعتم أو لعل الكثيرين منكم استمعوا الى مثل تلك التصريحات أو قرأوها!

رابعاً – الأخطر من هذا كله أن بلدكم غابة للسلاح على أنواعه الثقيل والمتوسط والخفيف. وهذا أمر معروف جداً، وعلى نطاق واسع. والتقارير في شأنه ليست تلك التي ترفع الى من يعنيهم الأمر في الداخل وحسب، بل هي كذلك في حوزة السفراء والملحقين العسكريين ورجال المخابرات الأجانب الذين يعجّ بهم بلدكم.

خامساً – إن في بلدكم فساداً ليس له حدود. وهذا معروف من الكبير والصغير، ويدل الناس على مواطن الفساد وعلى الفاسدين بالأصابع ويسمونهم بالأسماء… لدرجة أنه لو توجه بعضهم الى أداء الصلاة لشكك الناس في أن وراء صلاته صفقة ما، أو مشروعاً ما مشبوهاً الخ…

واكتفى الديبلوماسي الغربي بهذه العناوين الخمسة أعلاه ليؤكد على أن كلاً منها كفيل بأن يستجر بلداً (في ظروف طبيعية) الى الإنفجار، فكم بالحري إذا كان بلدكم في وضع، بل في أوضاع استثنائية من النواحي كافة، خصوصاً وان الدولة «تمشي» (…إذا مشت) بقوة الإستمرار وليس بأي عامل أساسي من عوامل تسيير الدولة. أضف الى ذلك أنّ بلدكم يسبح وسط عواصف عاتية جداً تضرب المنطقة بأنوائها الهائلة والمرعبة، بينما سفينتكم بلا ربّان وتتآكلها الثقوب.

وختم قائلاً: لن ينقذكم أحد إذا لم تنقذوا أنفسكم، والفرصة متاحة بدءاً باختيار الرئيس.