IMLebanon

لا داعي للهلع… خيار العزل المناطقي مستبعد!

 

 

تترنح «التعبئة العامة» على حبال استهتار بعض المناطق المصرّة على خرق قرارات الدولة لمواجهة فيروس «كورونا».. وعلى رغم من التقارير الصحية المحذّرة من انتقالنا الى المرحلة الرابعة والأخطر من الفيروس، الّا انّ سلوك البعض يدفع بالدولة الى خطوات اكثر إيلاماً، قد تصل بنا الى عزل المناطق، في حال عدم التزام «الإرشادات» الصحية المتّبعة اليوم.

 

صحيحٌ أنّ الخبر الذي سُرّب بالتزامن مع جلسة مجلس الوزراء الأخيرة حول عزل بعض المناطق أثار بلبلة داخلية واعتراضاً لدى كثيرين، الّا انّ «الالتزام الجزئي» بالاستراتيجية الوقائية قد يدفع الدولة الى تغيير سلوكها والذهاب الى خطوات اكثر إيلاماً لمنع انتشار هذا الفيروس القاتل.

 

هل اتُخذ القرار؟

تشير المعلومات، انّ قيادة الجيش لم تُبلّغ حتى الساعة بأي قرار من هذا النوع، خصوصاً أنّ البلاد في حال تعبئة عامة، كما أعلنت الحكومة، وليست في حال الطوارئ التي تحتاج الى موافقة ثلثي مجلس الوزراء، والى خطة معينة تناقشها اللّجنة الوطنية لمكافحة «كورونا» مع القوى الأمنية وفق ما ينصّ الدستور اللبناني.

وبحسب المعلومات، فإنّ تطبيق خطة العزل ليس بهذه السهولة، إذ يتطلّب تدخّل الجيش والقوى الأمنية وفرض حظر التجوّل ضمن نطاق المناطق المعزولة، وإبقاء المواطنين في منازلهم، على أن تتولّى الهيئة العليا للإغاثة تزويدهم حاجاتهم اليومية. أمّا وزارة الصحة، فتأخذ على عاتقها تلبية حاجاتهم الصحية وتتواصل مع المستشفيات واللّجان الطبية في المنطقة المعزولة للغرض نفسه.

 

اللّجنة تطمئن

ويطمئن رئيس اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث اللواء الركن محمود الأسمر، إلى أنّ «الأوضاع لا تزال تحت السيطرة، والتطورات على الأرض تفرض الإجراءات على اللّجنة، وبالتالي طرح عزل المناطق لا يزال مستبعداً».

وفي حين يعوّل الأسمر «على تجاوب المواطنين مع الإرشادات التي وضعتها اللجنة، يشير أنّ «خطوط التواصل مفتوحة مع الأجهزة الأمنية والبلديات للحفاظ على الخطة الموضوعة وتطبيقها بطريقة صحيحة والسيطرة على الحالة الموجودة».

 

الصحة.. تفاؤل حذر

وتؤكّد رئيسة دائرة التثقيف الصحي في وزارة الصحة الدكتورة رشا حمرا، أنّ «موضوع «عزل المناطق» تمّت مناقشته في جلسات سابقة لمجلس الوزراء، إلّا أنّه اليوم لم يعد مطروحاً على الطاولة مع إعلان حال التعبئة العامة».

حمرا التي كشفت «عن جهوزية 11 مستشفى حكومياً خلال مدة أسبوع في مختلف المحافظات لإستقبال مصابي كورونا»، اشارت، انّ «وزارة الصحة طلبت من المستشفيات الخاصة المصنّفة جامعية الإستعداد في حال إنتشار المرض بنحو أوسع لإستقبال المصابين بالوباء».

وعن إمكانية الإنتقال من التعبئة العامة الى حال الطوارئ، تشير حمرا، أنّ «28 % من الحالات المصابة في لبنان جاءت من مسافرين عائدين، و66 % من الإصابات هي التي اختلطت معهم. من هنا نستنتج أنّه لم يكن هناك إنتباه ووقاية لازمة، لذلك أتى قرار إعلان التعبئة في الوقت المناسب».

وتوضح حمرا، انّه لا يزال من المبكر الحديث عن نتائج هذا الإجراء، خصوصاً أنّ الأسبوع الأوّل للتعبئة لم ينته بعد، وعدد الإصابات مقبول»، مشيرة، أنّ «النتيجة تعتمد على إلتزام اللّبنانيين بالعزل المنزلي».

وترى حمرا، أنّ «إنخفاض أعداد الإصابات يجب ألّا يستدعي إستهتار المواطنين بالتوجيهات والإرشادات. فلبنان، وبحسب الخطّة الوطنية لمكافحة الكورونا، دخل رسمياً في المرحلة الثالثة من إنتشار الوباء (أي حالات محدّدة في أماكن جغرافية محدّدة معروفة المصدر). وبحسب توصيات منظمة الصحة العالمية، فإنّ إنتشار الوباء يتمّ على 4 مراحل، والمرحلة الرابعة تعني إنتشاراً واسعاً للوباء وحالات غير معروفة المصدر، وهي المرحلة المقبلة التي نأمل في الّا نصل إليها».