في خطوة قد تؤسس لتسليم مطلوبي عين الحلوة أنفسهم على مراحل وتباعاً، سلّم أمس مرافق الإرهابي بلال بدر المدعو وئام الصاوي نفسه إلى الأمن العام، وقد رحّبت بالخطوة قيادات المخيم ودعت بقية المطلوبين الى حذو حذوه لتنظيف ملفاتهم الأمنية وحفظ الاستقرار في المخيم.
قالت مصادر فلسطينية لـ«الجمهورية» إنّ «الصاوي كان قد أصيب في المعركة الأخيرة وتوسّط ذووه منذ أيام لإخراجه من المخيم للعلاج»، لتؤكد مصادر فلسطينية إسلامية أنّ «تسليم الصاوي نفسه لا علاقة له بملف لجنة المطلوبين».
بدوره، اعتبر قائد الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب لـ«الجمهورية» أنّ «هذه الخطوة قد تشجّع بقية المطلوبين على تسليم أنفسهم الى مخابرات الجيش والأمن العام، ونحن جادون في إتمام هذه العملية من خلال لجنة ملف المطلوبين بناءً لقرارات اجتماع السفارة الفلسطينية وبإشراف مباشر من السفير أشرف دبور، على أن يتمّ تنظيف الملف الأمني لكل مَن يسلّم نفسه ومحاكمته حسب الأصول القانونية اللبنانية».
من جهته، قال المسؤول العسكري والأمني للجبهة الشعبية- القيادة العامة في لبنان العميد أبو راتب لـ«الجمهورية» إنّ «الإرهابيين في المخيم في حال تخبّط وانهيار معنوي ونفسي نتيجة الهزيمة التي منيوا بها ونتيجة الإجماع الفلسطيني على أنه لا مفرّ أمامهم سوى تسليم أنفسهم الى الدولة اللبنانية، لأنّ سوريا لا تقبل بترحيل إرهابيين الى أراضيها، وهي التي تقاتلهم وتقضي عليهم في دير الزور وتحقق انتصارات على مشروعهم الذي انهار»، مؤكداً أنّ «على الإرهابيين الذين يتلقّون الدعم والتوجيه من منظمتي «داعش» و«جبهة النصرة» الإرهابيّتين أن يسلّموا أنفسهم طوعاً الى الأجهزة الأمنية اللبنانية لأنهم يشكلون ذنباً للمشروع التكفيري الذي قضي على رأسه في عرسال والقاع وفليطة ودير الزور».
أما المشرف العام للتيار الإصلاحي لحركة «فتح» اللواء محمود عيسى «اللينو»، فلفت الى «ضرورة ارتياح مخيم عين الحلوة من هذه الجماعات الإرهابية التي ارتبطت بوحوش بشرية مفترسة افترست العسكريين اللبنانيين وأعدمتهم»، معزِّياً «الجيش اللبناني البطل الذي تمكّن من دحر الإرهابيين الى خارج الحدود اللبنانية، ونحن نتعاطف مع ذوي شهداء الجيش ولا بد للحقيقة أن تنجلي قريباً».
وطالب عضو المكتب السياسي لجبهة التحرير الفلسطينية اللواء صلاح اليوسف القيادات الفلسطينية الإسلامية والوطنية بأن «تحسم أمرَها لتباشر لجنة ملف المطلوبين عملها»، معتبراً أنّ «تسليم الصاوي نفسه خطوة في المسار الصحيح الذي يجب أن تسلكه عملية تسليم بقية المطلوبين أنفسهم للأجهزة الأمنية ومخابرات الجيش من أجل سلامة أهلنا في المخيم».
ودعا المسؤول الإعلامي لحركة «حماس» في لبنان وليد الكيلاني عبر «الجمهورية» الى أن «تباشر اللجان الثلاث المشكّلة في اجتماع السفارة عملها، لا سيما لجنة ملف المطلوبين بعدما قُسّمت الى 3 أقسام، وعلى جميع القيادات الفلسطينية الوطنية والإسلامية الوفاء بما قطعته من وعود في اجتماع مجدليون لجهة العمل على حماية أمن مخيم عين الحلوة واستقراره الذي نراه في خطر في حال التنصّل من الالتزامات التي تمّت الموافقة عليها في مجدليون ومن ثمّ في سفارة فلسطين»، مؤكّداً أنّ «مصدراً لبنانياً رفيعاً يسأل ويصرّ على تشكيل اللجان، ومنها لجنة ملف المطلوبين لإراحة المخيم من أيّ عبث محتمل».