قال ديبلوماسي غربي بلده معني بالشأن اللبناني: ليس مسموحاً أن تتوقف الحوارات الثلاثة الدائرة في البلاد. ولـمّا قيل له: في البلد حواران لا غير: الحوار الثنائي بين تيار المستقبل وحزب اللّه الذي يرعاه الرئيس نبيه بري في عين التينة. وحوار رؤساء الأحزاب والكتل النيابية الذي يرعاه رئيس مجلس النواب أيضاً في عين التينة. فمن اين جئت بالحوار الثالث؟
أجاب: الحوار الثالث هو ما يجري بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر. وهذا الحوار يجب أن يستمر خصوصاً لأنه «الأكثر وضوحاً» على العكس من الحوارين الآخرين.
وماذا يعني بـ «الأكثر وضوحاً»؟
أجاب: إنه حوار معروف الهدف والأبعاد والغاية: إنه ينطلق من ترشح الجنرال ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، وبالتالي مدى تجاوب تيار المستقبل مع هذا الترشح من حيث الإستعداد لدعمه… و»عندئذ يصبح الجنرال في قصر بعبدا» أي إذا حظي بدعم تيار المستقبل.
وما هي معلوماته عن هذا «الحوار الثالث»؟
يقول الديبلوماسي الغربي الذي يمثل بلداً معنياً بالشأن اللبناني: ان «الحوار الثالث» مستمر، طغت عليه البرودة ولكنه لم يتوقف بعد، إنه أشبه ما يكون بـ»طبق في الثلاجة» يمكن استحضاره فور أن يضربك الجوع… ولكنه ليس (ولن يكون) مرمياً في سلّة المهملات.
ويمضي الديبلوماسي مسهباً في أهمية هذا الحوار الثلاثي الذي في حال نضوج طبخته يمكن أن يكون مدخلاً الى حلول لمختلف القضايا والمسائل والأزمات المطروحة على طاولتي الحوارين الآخرين: الثنائي والموسّع. ولكنه يستدرك قائلاً: نحن (بلدي، وبالتالي أنا) لسنا مع أي طرف في السباق الرئاسي «السلحفاتي» في لبنان، ولكننا مع إنتخاب الرئيس في المطلق. من هنا نعوّل على أن تصل الحوارات الى خواتيم سعيدة.
وهل سيتحرّك بلده (مجدّداً) في هذا السياق؟
أجاب: إن بلدي لم يتلكأ يوماً عن تأدية الواجب تجاه لبنان. وأوضح: أصرّ على كلمة «واجب» لأننا، في أوروبا، ندرك مدى أهمية بلدكم الذي نرى أنه أكثر من ضرورة، بل «واجب الوجود» في هذه المنطقة من العالم التي تعاني الكثير من الأزمات والحروب المزمنة وغياب الديموقراطية (…)، قدر ما تعاني من أنماط غير معقولة في الحكم (عموماً)… بينما أنتم كنتم مميزين.
ويتوقف قليلاً قبل أن يستأنف قائلاً: كثيرون عندكم يتأففون من نظامكم السياسي. نحن لا نقول انه «الكمال»، ولكننا ندعوكم الى أن تتعرفوا جدياً إلى أنظمة كثيرة في العالم، وبالذات في هذا العالم المحيط بكم، فتتأكد لكم أهمية نظامكم وفرادته… هذا النظام الذي أنتج إزدهاراً غير مسبوق في هذه البقعة المضطربة من العالم… والذي أنتج ايضاً الكثير من الحسد من أقربين وأبعدين، فأقاموا حوله جداراً من الحسد يكاد يكون بمثابة الشرنقة.
والحديث مع الديبلوماسي الغربي يطول ويطول شؤوناً وشجوناً و… هموماً!