IMLebanon

الحرب الثالثة

لا يجوز أن يمر تصريح ليبرمان، حول حتمية الحرب الثالثة مع لبنان من دون التوقف عنده، وفي رأيي فإنّ أي استخفاف بكلام وزير الخارجية الاسرائيلي قد يكون خطأ فادحاً.

في العام 1978 كان الفلسطينيون الذين أقاموا «فتح لاند» في الجنوب يستخفون بالتهديدات الاسرائيلية، ورغم لفت نظرهم من قِبَل أطراف لبنانية عديدة الى خطورة الوضع إلاّ أنّهم لم يبالوا بتلك التصريحات التي كانت تحمل تهديدات واضحة بالحرب، وكانت النتيجة الإجتياح الذي حدث في ربيع ذلك العام ودحر الفلسطينيين الى شمال نهر الليطاني ما أدّى الى قيام ما عُرف بـ»الشريط الحدودي» ثم دويلة سعد حداد، ومن ثم قيام ما عُرف آنذاك بـ»جيش لبنان الجنوبي»… وما ترتب على ذلك من سلسلة مآسٍ ضربت لبنان في الصميم.

وأذكر أيضاً أنّه في أوائل شهر شباط من العام 1982 تصدّر الصحف حدثان أساسيان الأوّل كان مصوّراً حول الزيارة التي قام بها مسؤول الأمن والاستطلاع في الجيش السوري العميد محمد غانم الى السراي حيث استقبله رئيس الحكومة في حينه المغفور له شفيق الوزان، والحدث الثاني كان التسريبات من إسرائيل عن استعدادها لاجتياح لبنان حتى مشارف العاصمة بيروت، وهذا كان العنوان العريض.

ولم يهتم المعنيّون، من لبنانيين وفلسطينيين، جدّياً بالتهديدات الاسرائيلية الى أن كان اجتياح السادس من حزيران الكبير في ذلك العام… والكل يذكر ما ترتب عليه من مآسٍ وفواجع ومعارك ومجازر.

وكل من يعرف الصهاينة وتاريخهم لا تفوته حقيقة نهجهم في تنفيذ التهديدات عندما تسنح لهم الفرصة.

فكلام ليبرمان ليس لذر الرماد في العيون إنّـما هو كلام مدروس ويجب أخذه في الإعتبار.

نقول هذا ليس من باب الرهبة من العدو الاسرائيلي إنّـما من باب التنبّه وعلى قاعدة: «درهم وقاية خير من قنطار علاج».