إذا أراد أي كان أن يقيّم هذا العهد، مع انطلاق السنة الثالثة، يكفي أن يطرح السؤال الآتي: عندما يضع الرئيس العماد ميشال عون رأسه على الوسادة هل يتوصّل الى نتيجة بأنه حقق أمنياته الرئاسية، أو ما وعد به»؟
في أغلب الظن أنّ الجواب الذي يتوصّل إليه فخامته هو بالنفي أي: لا لم يحقق.
وفي عرض سريع يمكن استنتاج الآتي:
أولاً- ان تشكيل الحكومة ليس طبيعياً… بل تواجه عملية التأليف مشكلة وراء مشكلة، وعقبة وراء عقبة، فهل هذا ما كان يطمح إليه الرئيس؟ أو أنه كان يأمل بأن يمر التأليف بسلاسة.
ثانياً- بالرغم من إشادة الرئيس مراراً وتكراراً بقانون الانتخاب (على النسبية)، فالواقع أنّ نسبة تلامس الـ52 بالمئة من الناخبين لم تشارك في عمليات الإقتراع، فهل هذه شهادة لهذا القانون الهجين أو انها شهادة عليه، ما يكشف عوراته الكثيرة.
ثالثاً- الوضع الاقتصادي الأكثر من صعب، يزداد صعوبة ويشتد دقة يوماً بعد يوم، والحقيقة أنّ اللبنانيين كانوا على تفاؤل كبير بأنّ وصول الجنرال عون الى الرئاسة من شأنه أن يسهم في مواجهة الأزمة الاقتصادية فيخفّف من ضغطها الكبير، ومن أسف فإنّ شيئاً من هذا لم يحصل.
رابعاً- إنّ إقرار سلسلة الرتب والرواتب أسفر عن سلبيات لا تحصى أبرزها ما انعكس على الخزينة العامّة التي تواجه عجزاً فادحاً عن القيام بالتزاماتها، لدرجة اننا بدلاً من أن نواجه الدين العام بالتغلّب عليه تدريجاً، فإننا ما زلنا «نعالج الدين بالدين» كما قال فخامته في الحوار المباشر الذي عقد معه ليل أمس، مع فارق وهو أنّ أرقام الدين الى ارتفاع خطير جداً.
خامساً- أمّا أزمة الكهرباء فحدّث ولا حرج، وهي الى تفاقم كبير… وأمّا قرار مواجهة مافيات المولّدات فقد نفذ في نطاق ضيّق جداً وعجزت وزارة الاقتصاد عن تعميم تطبيقه، والأدهى أنّ بعض المناطق التي جرى التنفيذ فيها، عاد فتوقف، لتعود اشتراكات المولّدات؟!.
سادساً- لقد وفّر الرئيس عون غطاءً كبيراً لـ»حزب الله» ولتجاوزاته وقدّم له الكثير الكثير، وفي المقابل فإنّ «الحزب» لم يبادله بشيء، وكان من جراء هذا النهج أنّ التف كثير من المسيحيين حول الدكتور سمير جعجع! والانتخابات النيابية الأخيرة كشفت هذا الوضع على حقيقته.
سابعاً- سياسة النأي بالنفس هل جرى تطبيقها فعلاً؟!. السؤال برسم الوقائع العديدة والمواقف الكثيرة التي تركت عتباً على الأقل في غير عاصمة خليجية، ما أدّى، استطراداً، الى تعثر في العلاقات اللبنانية مع تلك البلدان، فانعكس سلباً على الاقتصاد الوطني أقله لجهة عزوف السياح الخليجيين عن المجيء الى لبنان إلاّ بالقطّارة.
عوني الكعكي