على الطريقة الأميركيّة نحن في انتظار لقاء المجرم بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأميركي مع السيّدْين الأميركيّين المتنحّي والمترشّح،التّائه والتّاجر، يعني على طريقة «المهرّجون الثلاثة»، أذكر في طفولتي البعيدة ومع بدايات تلفزيون لبنان والمشرق كنّا ننتظر مسلسل أميركي يحمل إسم «المهابيل الثلاثة»، تذكرته وأنا أتساءل بماذا سيخرج علينا من أميركا اجتماع الأغبياء الثلاثة؟ الفاجر والمجرم والتائه،على ماذا سيتفقون وأي بلد سيقرّرون تفجيره؟ صحيح أنّنا في لبنان دولة «قد حبّة العدس» ولكنّها تصبح أحياناً قُبّة العالم وياقته، كل الخوف أن يلتقي «المهابيل الثلاثة» بكلّ إجرامهم على التخلّص من لبنان بضربات مثل ضربة الحُدَيْدة اليمينة، ما دامت النيران «هيك هيك» مشتعلة!
أمّا على الجانب العربي وفي الوقت الضائع من مصير هذه الأقطار العربيّة المشغولة بالهزّ والطّرب، فليس أمامنا سوى حكاية «تأبّط شرّاً»، وهو الشاعر الجاهلي «الصعلوك» ابن «أبو كبير الهذلي» وإخوته الأربعة «ريش بلغب»، و»ريش نسر»، و»كعب جدر»، و»لا بواكي له»، و»تأبط شراً» لقبٌ لقّب به واسمه ثابت، وذكر الرواة أنّه كان رأى كبشاً كبيراً في الصحراء فاحتمله تحت إبطه فجعل يبول عليه طول طريقه، فلما قرب من الحي ثقل عليه الكبش فلم يقله فرمى به فإذا هو الغول فقال له قومه: ما تأبطت يا ثابت؟ قال: الغول، قالوا: لقد تأبطت شراً فسمي بذلك.
وقيل: بل قالت له أمّه: كل إخوتك يأتيني بشيء إذا راح غيرك فقال لها: سآتيك الليلة بشيء، ومضى فصاد أفاعي كثيرة من أكبر ما قدر عليه فلما راح أتى بهن في جراب متأبطاً له فألقاه بين يديها ففتحته فتساعين في بيتها فوثبت، وخرجت فقال لها نساء الحي: ماذا أتاك به ثابت؟ فقالت: أتاني بأفاع في جراب فقلن: وكيف حملها؟ قالت: تأبطها، قلن: لقد تأبط شراً!
في الحقيقة، سواءً تأبّط «الغول»أو «جراب الأفاعي» ما يلوح في الأفق مع التقاء المهابيل الثلاثة يؤكد أنّ هذا الاجتماع «ثابتٌ» كالشّاعر الصعلوك وأنّه سيأتينا وقد «تأبّط شروراً»!
* مسلسل «المهابيل الثلاثة» The Three Stooges Show ـ عُرِض لأوّل مرّة على شاشة التلفزيون في1 تمّوز إنتاج عام1960، وتعود حكايته إلى «المهرجون الثلاثة» وهي فرقة استعراضية مسرحية كوميدية أميركية نشطت في الفترة من 1928 حتى عام 1970، قدمت 190 فيلماً قصيراً، بدأ العمل في أوائل العشرينيات من القرن الماضي كجزء من عرض كوميدي فودفيل يوصف بأنه «تيد هيلي ومضحكيه».