الى اجتماع اصحاب الفخامة والدولة الرؤساء الثلاثة يوم الثلاثاء، لا يليق بشعب لبنان ان يقال بأن وزير دفاع العدو الاسرائيلي هو الذي أوقف المأساة الملهاة في ادارة الشأن العام، هذا الشعب الذي دفع أغلى الاثمان منفردا في النزاع مع العدو الاسرائيلي واحتضن حلم الشعب الفلسطيني باستعادة ارضه من لبنان الى حد ضياع لبنان واحتلال ارضه طيلة ثمانية عشرة عاماً، ولا يليق بشعب لبنان ان يقال لهم بأن وزير حرب العدو هو من جمع الرؤساء الثلاثة يوم الثلاثاء القادم، او ان يقال بأن الثروة النفطية هي أغلى واهم مما كان يتعرض له اللبنانيون خلال الايام الماضية من إهانة لعقولهم وانتمائهم وهويتهم التي كانت تداس بالأقدام عندما لم نحترم قادتهم ولم نحترم أمنهم واستقرارهم ولم نحترم علمهم وسعة اطلاعهم وأنهم ليسوا قطيعا من الأغنام نذبحهم ساعة نشاء ونحتقرهم ونكذب عليهم ساعة نشاء ونتعامل معهم كجماعة من الاغبياء.
لا يليق بالشعب اللبناني الذي سكت على الوصاية والاحتلال والاغتيال والقمع والسرقات العلنية وفي وضح النهار والاستئثار بمقدرات البلاد والوظائف العامة العسكرية والقضائية والدبلوماسية والإدارية، وانّ من حق هذا الشعب اللبناني بأن يعرف حقائق الأمور الاقتصادية والأمنية وقضايا النزوح والحدود والاستثمار، ولا يليق بالشعب اللبناني ان يستمر بالتّوجه الى مكاتب السفارات للحصول على المعلومات والتوجهات او الحصول على تأشيرة هجرة من لبنان، او بالسعي الى لقاء اجهزة المخابرات المحلية والعربية والاقليمية والدولية بحثا عن الثقة والامان.
لا يليق بالشعب اللبناني ان يبقى أسير تحريك الغرائز الطائفية والمذهبية والحزبية عند كل استحقاق، مع الإمعان بتقديم اصحاب الولاءات على اصحاب الكفاءات، ولا يليق بالشعب اللبناني ان يذهب الى انتخابات معرّضة للطعن والإلغاء، ويصبح نواب ٦ أيار القادم شهداء العبث والتطيّر والاستخفاف بمستقبل الأجيال، ولا يليق بالشعب اللبناني ما يحدث على شاشات الاعلام، وان تكون البطولة في ملاحقة من شتم هذا او ذاك، وان لا يكون في لبنان من يدعو الى الثورة واحترام الذات، لان الحرية المقدّسة هي تلك الإرادة العظيمة بتجديد المجتمعات وتطوير نظمها وعقودها وصناعة المستقبل والابتكار والخيارات وتحويل المستجدات الى بديهيات وليس الإمعان بالغيبيات واثارة النعرات.
لا يليق بالشعب اللبناني ان يستمع يوم الثلاثاء القادم من القصر الجمهوري الى بيان لا يحترم عقولهم ونخبهم وجامعاتهم وكتّابهم ومثقفيهم وتجربتهم المريرة والطويلة جدا مع لبنان المجتمع والدولة والكيان، وأضعف الإيمان في هذه اللحظات الحرجة ان يبادر مستشارو الرؤساء الثلاثة من مفكرين وعلماء استراتيجيين وأمنيين واقتصاديين وتربويين وعلماء نفس واجتماع ليكتبوا بيان الرؤساء يوم الثلاثاء والمتضمن واقع لبنان الاقتصادي والاجتماعي وتحديات اللحظة المصيرية التي يعاد فيها تشكيل كل دول المنطقة بدون استثناء، من تركيا الى ايران الى دول الخليج ودول البحر الأحمر وشمال افريقيا، ولا يليق بالشعب اللبناني ان لا يعرف الحقائق كما هي وما معنى تصريح وزير دفاع العدو الاسرائيلي الذي يتحدث عن منظومة شرق المتوسط او دول شمال غرب اسيا وفيها مصر وفلسطين (غزة) وفلسطين المحتلة ولبنان وقبرص وسوريا وتركيا واليونان وروسيا وأوروبا، وان لبنان قد اصبح جمهورية بحرية متوسطية.
اصحاب الفخامة والدولة الرؤساء الثلاثة في يوم الثلاثاء، انها مناشدة صادقة وعلنية مع الالتزام بدولة القانون والحقوق والواجبات، والتي تحتم على كل اللبنانيين واجب احترامكم ومساعدتكم على قيادة لبنان الى بر الامان، وتحتم علينا ايضا ان نطالب بأبسط حقوق الانسان واحترام الذات، وأن يكون اجتماع الثلاثاء عالي المسؤولية التاريخية باحترام عقول الناس بعيدا عن المهارات وإلانشائيات.