IMLebanon

زمن «الترفيس» والفتنة!!

 

البلد يعيش زمن «الترفيس» وعلى كل المستويات، على رأس المفرق «عورض طاحشاً» قاطعاً الطريق، «يُحدّق» في وجهك كأنّه على وشك أن يطلق النّار عليك، على عضلاته المنتفخة وشم الرّقم 313، إلتزمت الصمت، وفكّرت في جيش من «الزعران» نصطدم به يومياً وأينما كان وقد ألصق نفسه وزعرناته بـ»المهدي المنتظر»، في العاشر من تموز العام  2013، كتبنا في هذا الهامش تحت عنوان «اللواء 313 والمهدي 313»، وهذا الرقم «313» الذي نشاهده موشوماً إما على الرّقاب أو بين الأكتاف كثيرون هو رقم فتنويّ يهدف إلى «إثارة غرائز» الشيعة ومنه تحديداً «شعب» حزب الله، وهذا الشعب في الأساس مشبع غرائزياً على هذا المستوى بفعل الشحن اليومي التاريخي!!

 

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: كيف يَشم أزعر على جسده الرقم «313» ـ إن افترضنا تصديقه لمرويات الشيعة عن أسماء هؤلاء الـ 313 وقبائلهم والمدن التي سيخرجون منها ـ ويصدّق أنه من «قادة جيش المهدي»؟! والإجابة هنا أيضاً بسيطة، في العام 2008 أنتج شيعة بريطانيّون وهم من أصل أفغاني وباكستاني فيلم «313» وبطل الفيلم شاب «مدمن ومروّج مخدرات» وفي نهاية الفيلم وبعد إشارتيْن لظهور المهدي وتحققهما ـ الأولى سقوط العراق، والثانية قتل حجاج بيت الله الحرام وتلطخ دماؤهم ستار الكعبة المشرّفة ـ  يُعرَج بالشاب الشيعي «مدمن ومروج المخدرات» لينضَّم إلى نخبة الـ»313» الخُلَّص، وهم «نُخبة الشيعة في العالم» لتبدأ ثورة مهدي الشيعة، والملفت أن «مهدي الشيعة» دموي يكاد يكون أسوأ من أي «داعشي» يُمعن في تقتيل الناس ونبش قبور صحابة النبي وأزواجه وصلبهم وإحراقهم وتعذيبهم، هذا عدا عن قتل «كل العرب»، حتى خمّن القارىء أنه كبير الإرهابيّين، أو القتلة التسلسليّين خصوصاً وأنّ الشيعة يعتقدون أنه «يظهر» لينتقم بل أنّه «نقمة»!!

 

وفي كتب بعض غلاة الشيعة التي تتناول ظهور المهدي والغيْبتين الصغرى والكبرى وفي ما يُسمّى «خطبة البيان» المزعومة والمنسوبة إلى الإمام عليّ ـ كرّم الله وجهه ـ «ليستة» بأسماء أصحاب المهدي الـ 313 وأسماء بلادهم، كما تروي كتب الشيعة ما يُنسب إلى الإمام الباقر بأنه قال: «يُبايعُ القائم [المهدي المنتظر] ــ بين الركن والمقام ــ ثلاثمئة ونيِّف، عدَّة أهل بدر، فيهم النجباء من أهل مصر، والأبدال من أهل الشام، والأخيار من أهل العراق»، كما يروون عن الإمامين الباقر والصادق  ـ في تأويل قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ} إنَّهما قالا: «إنَّ الأُمَّة المعدودة هم أصحاب المهدي في آخر الزمان، ثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً، كعدَّة أهل بدر يجتمعون في ساعةٍ واحدة، كما يجتمع قزع الخريف».

الفتنة ستعود لتتأجّج ويشتدّ أوارها، إيران عادت لتخصيب اليورانيوم، والتشنّج سيعصف بالمنطقة بشدّة، والأيام التي تمرّ على لبنان شديدة حُلكة السواد، فلم تسلم منطقة حتى الآن من نبش قبور الحرب الباسيلي الذي يضرب في البلاد ويستفزّها في الوقت الضائع، وهو لا يجد من يلزمه الصمت حتى اليوم، المشروع الإيراني عاد إلى نقطة الصفر في ملفّها النووي الذي دفعنا ثمنه غالياً فهل ينفجر تأزّمه مجدداً في لبنان؟!

 

وهنا لا بدّ لنا من تذكير بكلام للقائد العام السابق للحرس الثوري الجنرال يحيي رحيم صفوي المستشار العسكري لعلي الخامنئي في كلمة له أمام منسوبي قوات الحرس الثوري في معسكر مدينة «كرج» غربي طهران كلام يقول فيه: «من يقف أمام الولي مصيره السقوط والهزيمة.. إن «الولي الفقيه» خليفة «للإمام المهدي المنتظر» فهذه المسألة جادّة ولا تقبل المزاح، انظروا إلى مصير أولئك الذين وقفوا بوجه الإمام [الخميني] ـ المقصود هنا صدّام حسين ـ فاليوم من يقف ضد الولاية الحقَّة للقائد المعظم سماحة آية الله علي خامنئي مآله الفضيحة»!!

 

كان الله في عون لبنان اللبنانيين فهم يتفرّجون اليوم على الإنهيار الأخير للبنان، وعلى اللبنانيين أن يقفوا صفّاً واحداً في وجه الذين يثيرون فتن ذاكرة الحرب ولن يتركوا منطقة في لبنان تنعم بسلامها وعيشها المشترك، أما الحكومة العاجزة عن الانعقاد فعليها سحب كل فتائل الإنفجار من أيدي هؤلاء وقطع لسان من جذوره بعدما أوشك على تفجير لبنان!!