IMLebanon

توقيت معركة الجرود بيد المؤسّسة العسكرية وحدها

 

    تسليح الجيش في صلب محادثات الحريري في واشنطن

الغطاء السياسي والشعبي للجيش في الإجراءات الميدانية التي يقوم بها في مواجهة الإرهاب في جرود عرسال، بعدما أزال رئيس الحكومة سعد الحريري ما أُشيع عن وجود التباسات في العلاقة مع المؤسسة العسكرية، سيعطي دفعاً أكبر للجيش في الاستمرار في حملته على الإرهابيين أينما وجدوا، في ضوء التقارير الاستخباراتية التي بحوزته، ما مكّنه من القيام بمداهمات نوعية في إطار الحرب الاستباقية التي يشنها على الإرهاب، وتالياً نجاحه في إفشال العديد من المخططات التي كان المجرمون ينوون تنفيذها في عدد من المناطق اللبنانية لزعزعة الاستقرار وضرب السلم الأهلي، والتي كان آخرها ما كُشف النقاب عنه من أن إحدى المجموعات الإرهابية التي أُلقي القبض عليها أخيراً، كانت تنوي تنفيذ تفجيرات في زحلة وبيروت، تستهدف عدداً من دور العبادة المسيحية والإسلامية، وهذا بحد ذاته إنجاز كبير يُسجّل للمؤسسة العسكرية الساهرة على أمن الوطن والمواطنين في مواجهة الإرهابيين على الحدود وفي الداخل.

ويأتي الموقف الداعم لإجراءات الجيش من جانب الرئيس الحريري، ليرد على كل الحملات البغيضة التي استهدفت علاقته المتينة بالمؤسسة العسكرية، وليدحض كل الادعاءات التي تصور الأمور على غير حقيقتها وهذا ما ستتم ترجمته في جلسة الحكومة اليوم التي يُتوقع أن تخرج في مقرراتها، بتأييدٍ واسع للجيش في كل ما يقوم به في الحملة التي يشنها على أوكار الإرهابيين على طول مساحة الوطن، مع الحرص في المقابل على تجنب إيقاع خسائر بشرية بالنازحين الذين لا علاقة لهم بالإرهابيين الذين يحاولون استخدام المخيمات لضرب الاستقرار في لبنان، حيث تقول في هذا الإطار مصادر وزارية لـ«اللواء»، إن لا تباين في وجهات النظر من مسألة النازحين بين الرئيسين ميشال عون والحريري من موضوع النزوح السوري وضرورة الحد منه وإيجاد الحلول الملائمة له بإشراف الأمم المتحدة، لا بل أن الرجلين على توافق تام حيال كل ما يقوم به الجيش ضد الإرهابيين الذين يشكلون خطراً على النازحين واللبنانيين على حدٍّ سواء، وبالتالي فإن الجهود منصبة في المرحلة المقبلة على أهمية توفير المناخات السياسية الملائمة والدعم اللازم للجيش للاستمرار في مهامه الوطنية دفاعاً عن السيادة وحفاظاً على استقرار لبنان وسلامته، في مواجهة ما يخطط له الإرهابيون الذين كشفوا عن وجوههم البشعة من خلال مخططاتهم الإجرامية في لبنان والمنطقة.

واستناداً إلى المعلومات المتوافرة لـ«اللواء»، فإن الجيش وحده هو الذي يقرر موعد بدء معركة الجرود ضد المسلحين، في ضوء توقيت القرار الذي يبقى حصرياً بيد قيادته، في ظل توقعات بأن يكثّف الجيش من حملاته العسكرية النوعية ضد العصابات الإرهابية في الجرود، في إطار حربه المتواصلة ضدها، واستناداً إلى مقتضيات وظروف هذه العمليات التي تعتبرها القيادة أولويةً في سياق القضاء على الإرهاب، أينما كان، ولتحصين الجبهة الداخلية في مواجهة تداعيات ما يجري في المنطقة، حيث تشير المعلومات إلى أن ملف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني النوعية والحديثة منها، سيستحوذ على القسم الأكبر من زيارة الرئيس الحريري المرتقبة للولايات المتحدة الأميركية، والتي سيرافقه فيها قائد الجيش العماد جوزف عون، من أجل البحث مع المسؤولين الأميركيين، بنوعية الأسلحة التي يحتاجها الجيش في حربه على الإرهاب، وهذا ما يؤكد أن الرئيس الحريري يولي عملية تسليح الجيش أهمية بارزة لتفعيل دوره الداخلي وتمكينه تالياً من بسط سيطرته على كامل الأراضي اللبنانية، ليكون قرار السلم والحرب بيده وحده وهو الذي يتولى الدفاع عن لبنان وحماية استقراره وأمنه في مواجهة الاعتداءات التي قد يتعرض إليها.

وأعربت المصادر الوزارية عن تفاؤلها بنتائج زيارة رئيس الحكومة المرتقبة إلى الولايات المتحدة، وتحديداً بما يتعلق بشقها العسكري، مع بروز المزيد من الاستعدادات الأميركية لتوفير الأسلحة النوعية للجيش للقضاء على الإرهاب واقتلاعه من جذوره.