IMLebanon

توقيت الحرب رهن بإحراج نتنياهو أمام القضاء

 

تراقب الولايات المتحدة في هذه المرحلة الوضع اللبناني وآفاقه، في ضوء التحضيرات الجارية للانتخابات النيابية في ٦ ايار المقبل.

 

وتؤكد مصادر ديبلوماسية غربية بارزة، ان الادارة الاميركية مهتمة جداً للنتائج التي ستفضي اليها الانتخابات، والجهة السياسية التي ستفوز. بحيث ان اية اغلبية للافرقاء الذين ليسوا اصدقاء للولايات المتحدة لن تنعكس ايجاباً على العلاقات الثنائية.،وأي فوز للفريق السيادي سينعكس ايجاباً على هذه العلاقات. وبالتالي، تستفسر واشنطن عبر قنواتها، عن التحالفات الانتخابية، وعن الوضع بين التيارات السياسية خصوصاً الكبرى منها. ولا تعتقد المصادر، ان ملامح تُظهر ان شيئاً مضموناً منذ الآن، وليس هناك من توقع لنتائج معينة، لا سيما وأن التحالفات على الارض لم تكتمل بعد.

 

ويهم واشنطن النتائج، في ظل وجود عقوبات مفروضة على فريق لبناني هو “حزب الله”، واي فوز كبير او اغلبية لفريق محسوب على ايران، لن يكون مصدر ارتياح لواشنطن. وفي هذا الوقت تقوم المصارف بالاجراءات لدرء مخاطر العقوبات.

 

لكن في العموم، يهم واشنطن حصول الانتخابات النيابية، لما تمثله من ديمقراطية وتداول السلطة.

 

بالنسبة الى المؤتمرات الدولية، فان هناك دعماً مطلقاً للجيش اللبناني، وللمؤسسة العسكرية وكافة القوى الامنية. والمساعدات الاميركية ستتوسع وستستكمل ولن تتأثر بالعقوبات. وهذا ما ظهر من خلال مؤتمر روما ٢. وبذلت الادارة الاميركية جهوداً لدى الدول العربية البارزة لكي تكون لها مساهماتها في كل المؤتمرات. ووعدت هذه الدول ايجاباً، بحيث سيكون هناك دعم كامل للبنان، وستستمر المظلة العربية للوضع اللبناني قائمة، وهذا ما يحظى برضى اميركي.

 

في موضوع الوساطة الاميركية حول الحدود البحرية اللبنانية وآبار النفط، فان الوساطة قد يعاد تفعيلها في وقت لاحق. الا انها بحسب المصادر، لن تؤدي الى تفاوض سياسي او اتفاق سياسي بطبيعة الحال بين لبنان واسرائيل. انما لبنان يهدف من الايجابية التي يبديها، الى ان يستفيد من حقه بالكامل من دون ان يضيع عليه اي شبر من حقوقه. وأدرك نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد ان طرح خط هوف مرفوض، وهو اصلاً قديم، وحل محله طرح جديد مختلف عمّا كان طُرح في وسائل الاعلام. والشركات التي رست عليها المناقصة تنتمي الى دول كبيرة، انما في الوقت نفسه لدى واشنطن ايضاً اهتمام بالمشاركة في الاستثمار وهي لا تريد ان تكون بعيدة عن ذلك.

 

والاميركيون يريدون ان يقدموا ضمانات لكل المستثمرين، ولبنان يريد ان يحتفظ بحقه بثروته الوطنية. وأي وساطة يمكنها ان تنجح او تفشل بناء على موقف لبنان منها. لكن الاكيد ان لا عملية سلام سياسية مع اسرائيل من جراء البترول. بل انها وساطة في موضوع اقتصادي ومصالح بين دولتين. واذا حصل تعدٍّ على حقوق لبنان فقد يؤدي الامر الى حرب. وهذا ما يقلق واشنطن، لانها لا تريد الحرب بين لبنان واسرائيل. والاكيد لن تفتح مباحثات سلام لان سياسة الرئيس دونالد ترامب ليست ذاهبة في اتجاه تحقيق السلام. وهو عندما يتخذ قراراً بنقل سفارة بلاده من تل ابيب الى القدس، فهذا ليس توجه من اجل السعي للسلام.

 

وإن حصلت الحرب، سيدفع لبنان، وفقاً للمصادر، وكذلك الدولة اللبنانية ثمناً غالياً بسلامة مواطنيها وبنيتها التحتية. والتخوف هو انه اذا كانت الحرب ستحصل لن تكون محصورة بين “حزب الله” واسرائيل، انما ستنخرط بها اطراف عديدة، وبالتالي كل الاطراف تقوم بحساباتها في الربح والخسارة.

 

ولبنان بات بلداً بترولياً، وستتغير حسابات الدول كافة تجاهه، وهذا ما يفرض معادلة جديدة في التعامل معه. وكل الدول داعمة للبنان الآن من خلال المؤتمرات الثلاثة للدعم، مع ان لبنان لديه ١٤ في المئة من الناتج القومي بمثابة دين، ولبنان ايضاً لديه اعلى خدمة دين في العالم. في كل الاحوال، تحرص الولايات المتحدة على الاستقرار، وبالذات ان لا تقع حرب. وفي هذه المرحلة، تنصب احدى اولويات الادارة على مراقبة الحدود الاسرائيلية – السورية، حيث الوجود الايراني ووجود “حزب الله” داخل الاراضي السورية. ولا تعتقد المصادر، ان توقيت الحرب قد حان، الا في حالة وحيدة، وهي اذا شعر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاحراج امام القضاء، فقد يقوم بتفجير حرب على سبيل “فشة الخلق”.