Site icon IMLebanon

نغمة التأجيل  

 

الإنتخابات النيابية تطرق أبواب الإستحقاقات وأبواب اللبنانيين بشدّة. وبالرغم من كل شيء، وما يقال عن حق أو عن بطل ، بما يتردد عن أن الإنتخابات الى تأجيل رابع فالمجلس الى تمديده الرابع ايضاً (…) بالرغم من ذلك كله فإننا لا نرى تأجيلاً… وطبعاً لا نستسيغ أي تأجيل، ولا نقبل به. بل إننا نذهب الى حد الإقتناع بأنّ التأجيل (الذي نستبعده ونعارضه) سيكون مقتلاً للعهد.

 

ربما إنطلاقاً من هذا الإيمان الراسخ بحتمية إجراء الإنتخابات النيابية العامّة في السادس من شهر أيار المقبل نرى أن الكلام على التأجيل ليس صادراً عن حسن نية، إنما عن أهداف مبيتة:

1 – بعضهم يقول بالتأجيل لأنه يريد ان يخوض الإنتخابات النيابية ولكنه ليس جاهزاً لها، فيأمل أن يستفيد من تأجيل جديد. والكلام عن التأجيل يأتي في إطار الأمنيات أكثر منه واقعاً.

2- البعض الآخر طموحه الإساءة الى عهد الرئيس ميشال عون وينظر اليه والى التفاهم الحكومي بقلق، وربما بغضب. وهذا الفريق يرى الى التأجيل على أنه المدخل لسقوط العهد معنوياً، وربّما عملياً أيضاً. وهذا الفريق سيظل يقول بالتأجيل حتى قبيل إجراء الإنتخابات … وربما حتى ما قبيل إنتهاء العمليات الإنتخابية بدقائق!

3 – البعض الثالث هو الفريق الذي ارعبته التسوية الرئاسية، ولا تزال ترعبه حتى الآن… ويأمل، جاداً، ألاّ تُجرى الإنتخابات عسى يكون ذلك مدخلاً لاسقاط التسوية. وذلك جلّ طموحه وأمانيه في العام 2018.

4 – البعض الرابع من الذين تستخدمهم الأجهزة والسفارات و… كونهم جاهزين «غب الطلب لممارسة دورهم بوقاً للخارج يعزف عليه في تلك العاصمة أو تلك السفارة، أو لعلّه يتلقى «التعليمة» من هنا وهناك وهنالك، خصوصاً من أجهزة المخابرات، وبالذات تلك التي بينها وبين العهد حال من الود المفقود… وكثيراً ما تكون التعليمية التي يوشوشونهم بها، هذه المرة، هي: التخريب على الإنتخابات النيابية… وإياكم ثم إياكم التخاذل في بث الشائعات أو التردد في الكلام على صعوبة أو حتى تعذر إجراء الإنتخابات النيابية العامة في موعدها المقرر سلفاً.

ولا يفوتنا أن نذكر، في هذا السياق، أننا بالرغم ممّا تقدم كله فإننا لا يمكننا أن نقبل، ولو بمجرد فكرة عابرة، مبدأ «ترحيل» الإنتخابات مرة بعد!

وفي تقديرنا أن الرئيس العماد ميشال عون لن يقبل بالتأجيل ولو ليوم واحد، إلاّ إذا طرأت أحداث خارجة عن الإرادة وتسجّل في إطار القوة القاهرة!

… وحتى هذه القوة يمكن القفز فوق إرادتها!