Site icon IMLebanon

مأساة النازحين السوريين وتقاعس المجتمع الدولي

بلغ عدد النازحين داخل سوريا: 7.6 ملايين.

وفي العراق: 249.463 لاجئاً.

وفي الاردن: 629.245 لاجئاً مسجلاً بصورة رسمية وتوقعات بوجود 1.4 مليون لاجئ.

وفي مصر: 132.375 لاجئاً.

وفي لبنان: 1.113 مليون لاجئ (رسمياً) وبزيادة 450 ألفاً إضافياً في معلومات واقعية.

وفي أوروبا يسعى 400 ألف لاجئ للحصول على لجوء سياسي، أي ما مجموعه عشرة ملايين و571 ألفاً و83 لاجئاً… ما يوازي نصف الشعب السوري.

وفي عودة الى التاريخ القريب، كان النزوح محدوداً في بداياته… ولكن عندما استخدم النظام الكيماوي في ضرب الشعب اشتدت الهجرة والنزوح.

اليوم، أوروبا مشكورة، خصوصاً ألمانيا التي كانت السبّاقة لتقبل نحو 400 ألف مهاجر على دفعات… وهو رقم بسيط جداً قياساً الى مجموع عدد النازحين… وهذا مدعاة للشكر للضمير الأوروبي الذي تحرك بعد مأساة الطفل الغريق آلان الكردي.

وثمة ملاحظات تفرض ذاتها:

1- أين مجلس الأمن الدولي لا يتصدّى لهذه المأساة سوى بقرارات غير قابلة للتنفيذ؟

2- لماذا لم يفرض مجلس الأمن حظراً جوياً على سوريا كما فرضه على العراق منذ العام 1990 الى العام 2003.

يومها احتل صدّام الكويت فهبّت مجموعة دول عالمية لتحرير الكويت، وبعد تحريرها بقي العراق 13 سنة تحت الحظر الجوي.

3- (وهذه النقطة الأهم) عندما تحركت الأساطيل الأميركية لتعاقب النظام السوري على استخدامه السلاح الكيماوي ضد شعبه، لماذا اكتفى الاميركي (وحلفاؤه) بالاتفاق مع الروسي على سحب السلاح الكيماوي وترك النظام من دون أي حساب أو مساءلة؟

نقول هذا كله لأنّه بدلاً من الإستعطاء العالمي لتدبير أوضاع جزء بسيط من الشعب السوري المظلوم، وإظهار «إنسانية» هذا العالم، كان من الأفضل محاسبة النظام وردعه، وبالتالي لما كنا في مواجهة قضية النزوح السوري الرهيب.

نقطة أخيرة: قررت بريطانيا وفرنسا ضرب «داعش» في سوريا، هذا القرار اتخذ بعد وصول اللاجئين السوريين الى أوروبا، نسأل الدولتين العظميين: منذ سنتين لو جرت محاسبة هذا النظام ومعاقبته هل كانت وُجدت «داعش»؟ علماً أنّ هناك علامات استفهام كبيرة حول ما يسمّى بـ»الدولة الاسلامية في العراق وبلاد الشام»، وكيف نشأت ISIS في «مصادفة» غريبة، وهو يتواجد في كل من سوريا والعراق في المناطق النفطية (الحسكة والجزيرة ودير الزور في سوريا والموصل وبيجي في العراق)؟

ألم يكن ذلك في متناول المجتمع الدولي، لو كان هذا المجتمع جاداً في معالجة الأزمة السورية على قاعدة مصلحة سوريا شعباً ووطناً.