Site icon IMLebanon

عار الجمعيات وجبن الحكم

 

مَن يملك ذرة من الوعي يدرك أن المؤامرة على لبنان، في مأساة النزوح، ليس فيها أي شيء من النظرية، إذ باتت واضحة جليّة لا يحوطها أي لبس أو غموض. ومَن يملك أي ذرة من العقل يدرك أن المسؤولية الأولى والأكبر تقع على اللبنانيين أنفسهم، أمّا الذين دبّروا المؤامرة وحاكوا خيوطها ويمعنون في تنفيذها فكانوا يراهنون على انقساماتنا التي شكّلت العامل الأساس في الوصول الى حيث نحن. أمام هذا الأمر الذي بات واقعاً قائماً بأثقاله المروّعة التي ينوء بحملها كاهل لبنان واللبنانيين نسأل حكومة تصريف الأعمال: ماذا فعلتم جدّياً، وليس بالحكي (حتى وإن كان خجولاً) لترفعوا هذا العبء الأثقل عن لبنان؟

 

وآخر بدعة في هذا المجال ما يطلع به علينا الأميركي والأوروبي من فذلكات تمرير توطين النازحين السوريين واللعب على كلمة الدمج. ولعلّ الأرقام الرهيبة (بكل ما للكلمة من معنى) حول أعداد التلامذة السوريين في مدارس القطاعين العام والخاص تدعو الى حراك سريع تتولّاه السلطة بحكومتها وأجهزتها، كل في إطار مسؤولياته ودوره، لا ينتهي إلا بحسم هذه القضية، فكلّ يوم يمر من دون حسم يعمّق الأزمة ويضاعف أخطارها ويقضي على آخر أمل للحلّ.

 

وبعيداً عن تحميل المسؤوليات منذ العام 2012 حتى اليوم (وهو أمر لا بدّ منه، ولكن ليس الآن أوانه) يُفتَرَض أن يستيقظ ما تبقّى من الحس الوطني لاتخاذ المبادرات التي تفرمل هذه الاندفاعة الأميركية – الأوروبية نحو توطين النازحين عندنا قبل فوات الأوان، اذا لم تكن ممكنة إعادتهم إلى ديارهم.

 

ونقولها باقتناع: إن القيادة السورية مسؤولة مباشرة عن هذه الأزمة، وإذا كانت لا تقدّم لمواطنيها إغراءات العودة فهي على الأقل قادرة على ضبط حدودها لمنعهم من المغادرة غير الشرعية نحو لبنان.

 

وأيضاً، لسنا نفهم كيف أن الأردن وتركيا والعراق تقدر على تنظيم تواجد النازحين السوريين، والقوم عندنا لا يقدرون!

 

ثم، ما صحّة أن الأميركي سيرمي مسؤولين لبنانيين بالعقوبات اذا طالبوا بوقف النزوح وتحركوا في هذا الاتجاه؟

 

ومن ثَمَّ، لماذا لا يخشى الأردني والعراقي والتركي من العقوبات، والقوم عندنا ترتجف ركابهم وتصطكُ أسنانهم ما إن يلوح لهم «الأنكل سام» بمنديل العقوبات؟ وأمّا رجب طيب أردوغان فيرميهم في البحر وليس مَن يقول له: «ما أحلى الكحل بعيونك»!

 

وايضاً، أمّا عصابات الكثير من الجمعيات التي فبركوها في السنوات الأخيرة فأقل ما يقال فيهم إنهم عارٌ على وطنهم وغدّارون بالشعب، «من أجل حفنة من الدولارات»…