لا تزال تتفاعل الدوائر التي أوجدها «البيان الثلاثي» الذي اعتبره مرجع كبير سابق بمثابة «الحصاة التي ألقاها الرئيسان نبيه بري ونجيب ميقاتي والزعيم وليد جنبلاط في بركة الدماء». إذ إن تفاعلاته لم تتوقف منذ أن تلاه رئيس حكومة تصريف الأعمال من على منبر عين التينة محوطاً برئيس المجلس والقطب السياسي.
وفي المعلومات التي تناهت الى المرجع الكبير السابق أن معطياتٍ على قدر كبير من الأهمية والخطورة اقتضت عقد اللقاء الثلاثي فتداولها أركانه وتوصلوا الى النتيجة الآتية: يجب بالضرورة الحتمية التوصل الى قرار وقف القتال على الجبهة اللبنانية.
ويضيف المرجع أن المعلومات المتوافرة لديه تكشف أن المخطط يتجاوز الحرب الضارية التي يشنها العدو على حزب الله، كما يحصرها، كذباً، في بياناته عن سير المعارك، لتطاول لبنان كله بما في ذلك تدمير المرافق الحيوية كلها، واحتلال الجنوب كله والبقاع كله والضاحية الجنوبية. ويضيف: إن هذا الاحتمال لا ينتقص من حزب الله الذي يدافع شبابه بالمهج والأرواح وببسالة نادرة لأن ميزان القوى يميل لمصلحة العدو، لا سيما بعدما بدا المجاهدون متروكين لوحدهم عملياً من دون أي سند فعال. ومع التقدير لصاروخ يطلقه الحوثي ومسيرة تنطلق من العراق فإنهما لا يرفعان ضيماً ولا يصدّان عدواً. ويستشهد المرجع الكبير السابق بما ذهب إليه مصدر رسمي للعدو أمس أكد فيه على أن عمليات جيش العدوان «لا حدود محدّدة لها في لبنان»، خصوصاً بعد الاستفادة من التجربة الميدانية في غزة.
واستغرب المرجع الأصوات التي وصف أصحابها بالجهَلة الذين تناولوا الرئيس نبيه بري بعد إصدار البيان الثلاثي قائلاً: إنهم لا يدرون ماذا يقولون، مثمّناً كلام نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في بيانه المهم أمس وتحديداً الفقرة التي تناولت الرئيس بري وجاء فيها: «ثقتنا تامة وكبيرة في قيادة الأخ الأكبر الأستاذ نبيه بري»، والأكثر أهمية في البيان تأييد النقطة التي أثارت الاعتراض لدى البعض في بيئة حركة أمل والحزب المشتركة، عندما قال: «تأييد الحراك السياسي» الذي يقوده بري، ليؤكد على أن «العنوان الأساسي يجب أن يكون وقف إطلاق النار».
ويتوقف المرجع الكبير السابق عند تساؤل جنبلاط: «هل سنرى الدبابات الإسرائيلية في بيروت؟» ويختم: مع تفهمي الأكيد للعتب على إيران، أسأل: أين جامعة الدول العربية مما يتعرض له لبنان من عدوان وكوارث؟!.