Site icon IMLebanon

انتصار إلهي نووي

بعد التصريح الذي أدلى به الرئيس الايراني حسن روحاني بأنّ التدخل في سوريا مكّن إيران من إنجاح المفاوضات مع مجموعة الـ(5+1) بعد عشر سنوات… ذهبت أبحث عن سر نجاح إيران في الحصول على مفاعل نووي، فكل ما وجدته أنّ روسيا قد استرجعت اليورانيوم الذي باعته الى إيران لتعيد تخصيبه، أي أنّ إيران أُجبرت على التخلي عن مشروع إنشاء مفاعل نووي أنفقت المليارات على إنشائه، ولكن أميركا وإكراماً لإسرائيل منعتها، لأنها لا تسمح أن يكون هناك سلاح في يد إيران أو أي طرف يمكن أن يهدّد إسرائيل.

نعود الى الانتصار الكبير الذي يتحدث عنه الرئيس الإصلاحي المعتدل حسن روحاني فنجد أنفسنا أمام جملة من الحقائق لا بد من ذكرها لكي يعرف المواطن ويعرف العالم كيف يقلب هذا النظام الحقائق ويحوّرها كما يريد ظناً منه أنّ العالم غبي وأنّه لمجرّد أن يقول آية الله الخامنئي شيئاً فهذه هي الحقيقة:

أولاً- 100 مليار دولار جمّدت لإيران في المصارف العالمية بناء على قرار العقوبات الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي، وهذا حرم إيران من مبلغ كبير من المال كان يمكن الإستفادة منه في تطوير بنيوي إجتماعي وإنشائي هي في أمس الحاجة إليه، فالاقتصاد الايراني يعاني، وأهم قواعده قطاع النفط إذ انّ إيران تحتاج الى مصافٍ لتكرير النفط لأنها تشتري النفط المكرر من الأسواق العالمية التي تبيعها نفطها الخام… وهذه خسارة كبيرة.

ثانياً- هذا المبلغ خلال 10 سنوات لو قمنا بعملية حسابية بسيطة حوله لتبيّـن لنا أنّ مصارف الدول التي جمّدته لمدة عشر سنوات استفادت منه بقيمته كاملة أي 100 مليار دولار، ما يعني أنّ إيران والشعب الايراني خسرا 100 مليار دولار خلال السنوات العشر من التجميد.

ثالثاً- القيمة الشرائية لـ100 مليار دولار كانت منذ 10 سنوات شيئاً وبعد عشر سنوات أصبحت شيئاً آخر، إذ من المعروف أنّ الأسعار العالمية ترتفع سنوياً بين 5 الى 10 في المئة وهذه خسارة إضافية للشعب الايراني.

رابعاً- أسعار النفط كانت خلال السنوات العشر الماضية من أهم الأسعار فقد وصل سعر البرميل الى 120 دولاراً أميركياً، أما اليوم فإنّ سعر البرميل تحت 30 دولاراً، يعني أنّ إيران خسرت المليارات بسبب العقوبات، فبدل أن تبيع نفطها بأغلى الأسعار فإنها تبيعه بأرخصها… ويُقال هنا إنّ عملية حسابية بسيطة تبيّـن أنّ إيران خسرت لهذه الناحية بين 600 و700 مليار دولار أو أكثر.

خامساً- عام 2003 وبعد وفاة الرئيس حافظ الأسد استطاعت إيران أن تقنع الرئيس بشار الأسد بإقامة مفاعل نووي في منطقة دير الزور كلفته 4 مليارات دولار دفعتها إيران، ولكن كما نعلم دمرت إسرائيل المفاعل عام 2006 بعدما استطاعت المخابرات الاسرائيلية رصد الخبراء الكوريين الذين كانوا يشرفون على المشروع، وذلك من خلال الاتصالات بين كوريا ودير الزور إذ كان هناك صفر اتصال تاريخياً وفجأة، وفي شهر واحد صار نحو عشرة آلاف اتصال… من هنا رصدت المخابرات الاسرائيلية وفداً عسكرياً سورياً ذهب الى لندن وكان في انتظاره مجموعة من «الموساد» استطاعت الدخول الى غرفة الوفد وحصلت على معلومات من خلال الكمبيوتر الموجود في الغرفة أكد موضوع بناء مفاعل نووي وهكذا أخذت إسرائيل موافقة من أميركا لضرب المفاعل النووي السوري. هذا جزء بسيط من الخسائر التي حققتها الثورة الايرانية الاسلامية في موضوع العقوبات التي تعرّضت لها بسبب المفاعل الايراني وهي رضخت بعد 10 سنوات للإرادة الاميركية – الدولية ولا أدري لماذا هذا الضياع.

أما لو قوّمنا الأضرار التي «حققتها» هذه الثورة التي لها بداية وليس لها نهاية فنذكر أهمها:

1- 63٪ من الشعب الايراني تحت خط الفقر.

2- اسطول الطائرات التجارية الذي كانت تملكه الدولة والذي كان يعتبر من أهم الشركات وأكبرها في العالم فبسبب العقوبات بعد حصار السفارة الاميركية في طهران أصبح من دون قطع غيار… وبالتالي أصبحت الطائرات «خردة».

3- سلاح الطيران الايراني، خصوصاً أنّ أميركا كانت تعتبر إيران خط الدفاع الاول ضد روسيا وطائرات «الفانتوم» أهم الطائرات العسكرية المتطورة كانت تُعطى الى حليف أميركا الاول إيران أيام الشاه… وهذا بدوره فقد أهميته وفاعليته بسبب الحصار والعقوبات.

4- لا نريد أن نتحدّث عن كلفة حرب 8 سنوات مع العراق والتي بلغت 800 مليار دولار أميركي.