IMLebanon

المعنى الحقيقي لحرب ثالثة تشنّها اسرائيل على لبنان

 

ارتفعت التهديدات في هذه الآونة الى مستوى غير مسبوق وفي توقيت متزامن من ثلاثة مصادر لا يمكن الاستهانة بجديتها، وهي من مصادر أميركية واسرائيلية وعربية. وكلها توحي بأن لبنان مقبل على زلزال غير محدّد المواصفات وقد يهدّد بزواله من الوجود وعن الخريطة! وجاءت هذه التهديدات بصورة مبطنة، وهي في الظاهر موجهة الى عنوان آخر، ولكن مضمونها الفعلي يقوّض أسس قيام الكيان اللبناني! وبينما تهدّد اسرائيل علنا ودون مواربة بحرب ثالثة على لبنان، فان السلوك الأميركي يركّز على العقوبات الاقتصادية في هذه المرحلة، بينما الجانب العربي يقتصر في تهديداته على التلويح والتلميح!

***

غالبية من التحليلات التي تناولت سيناريوهات حرب ثالثة جديدة تشنّها اسرائيل على لبنان، تدور على أساس قاعدة الحروب التي جرت في الماضي. والاضافة الجديدة هي احتمال مشاركة أطراف ثانية وثالثة في الحرب المقبلة وبينها أميركا وبعض حلفائها من العرب. وهذا التصوّر الجديد للحرب ينطوي على تناقض جوهري. واستراتيجية الحروب الماضية بين لبنان واسرائيل كانت ثنائية فقط، أما في الحرب الثالثة المتعددة الأقطاب فستكون لها استراتيجية

أخرى مختلفة. والكل يتحدث اليوم في العلن عما ستفعله اسرائيل وأميركا وحلفاؤهما في الحرب المقبلة، ولكن لا يتحدث أحد عما سيفعله الطرف الآخر في المنطقة…

 

***

اندلاع أية شرارة حرب جديدة في المنطقة تحت أي عنوان كان أو أية ذريعة، فانها لن تكون حربا ثنائية بين دولتين. ومنذ اطلاق الطلقة الأولى من المحور الذي يطلق التهديدات الآن، سيكون ما يفهمه محور الطرف الآخر هو انها حرب وجودية بالنسبة اليه بما يضم من دول وأطراف. المشهد الاستراتيجي انقلب جذريا رأسا على عقب. والحرب الجديدة ستكون متعددة وتخوضها دفعة واحدة عدّة دول، ولن تنحصر المواجهة على الجبهة اللبنانية – الاسرائيلية، بل ستتعداها لتشمل سوريا وايران لاحقا، مما يستدعي تدخّل دول عربية. أما التدخّل الأميركي فسيستدعي تدخّلا روسيا في المقابل. وهذا ما عناه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي بوب كوركر بقوله ان سياسة الرئيس ترامب تضع أميركا على مسار حرب عالمية ثالثة…

***

… أما كيف يفكّر الرئيس ترامب بالقضاء على ايران وحزب الله، فهذا له حديث آخر…