Site icon IMLebanon

من مجزرة دير ياسين إلى قانا إلى مستشفى المعمداني… هذه هي حقيقة إسرائيل

 

 

تاريخ إسرائيل، تاريخٌ قذِر ملطخ بالدماء والمجازر… فلو عدنا الى الماضي لوجدنا إسرائيل «أم المجازر» بامتياز… فمن مذبحة بلدة الشيخ عام 1947 الى مذبحة دير ياسين عام 1948 التي هي في الواقع عملية إبادة وطرد جماعي نفّذتها في نيسان مجموعتا الأرغون وشتيرن الصهيونيتان في قرية دير ياسين الفلسطينية غربي مدينة القدس. وكما نعلم، فإنّ مجموعة الأرغون كان يتزعمها مناحيم بيغن (الذي انتخب رئيساً لوزراء إسرائيل 1977- 1983).

 

إشارة الى أنّ معظم ضحايا المجزرة من المدنيين ومنهم أطفال ونساء وعجزة، ويتراوح تقدير عدد الضحايا بين 250 و360 حسب المصادر العربية والفلسطينية و109 حسب المصادر الغربية.

 

وتتابعت المجازر الاسرائيلية ضد الفلسطينيين بين عامي 1950- 1959، و1960- 1969، وصولاً الى مجزرة الطنطورة التي جاءت بعد شهر واحد فقط من مجزرة دير ياسين واستكمالاً للهدف الصهيوني المتمثل بعملية التطهير العرقي للبلاد بقوّة السلاح والترهيب للسكان، تمهيداً لتهجير أكبر عدد من المواطنين الفلسطينيين».

 

إلى ذلك، ارتكبت إسرائيل مجزرة اللدّ والرملة عام 1948 أيضاً في 11 تموز، حين اقتحمت اللدّ وقت المساء تحت وابل من القذائف، وكانت عملية «داني» الاسم الرمزي لتلك المذبحة.

 

ثم في العام نفسه مجزرة الدوايمة ومجزرة حولا وقبيّة عام 1953 بقيادة أرييل شارون، ومجزرة خان يونس عام 1956 وكفرقاسم في العام نفسه، ثم مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982 التي استمرت ثلاثة أيام وتراوح عدد القتلى من لبنانيين وفلسطينيين بين 750 و3500 قتيل من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ. ثم مجزرة مخيّم البرج الشمالي عام 1982، ومجزرة الحرم الابراهيمي عام 1994. وصولاً إلى مجزرة قانا الأولى عام 1986 حيث قامت قوات الاحتلال بقصف مقر «اليونيفيل» بعد لجوء المدنيين إليه، هرباً من عملية عناقيد الغضب التي شنتها إسرائيل على لبنان، وأدّى قصف المقر الى استشهاد 106 من المدنيين وإصابة الكثيرين بجروح.

 

وأذكر كذلك بأنه بين عامي 2000 و2005 استشهد خلال انتفاضة الشعب الفلسطيني الثانية أكثر من 4412 شخصاً وأصبح الطفل الفلسطيني محمد الدرّة رمزاً لهذه الانتفاضة.

 

ونعود الآن الى حروب غزة، حيث كانت المجزرة الأولى ضد القطاع عام 2008 فاستشهد خلال هذه المجزرة 13000 مواطن فلسطيني وأصيب 5300 آخرين، وفي معركة غزة الثانية عام 2014 استشهد أكثر من 2000 مواطن فلسطيني أغلبهم أطفال ونساء.

 

هذا غيض من فيض المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين واللبنانيين والعرب.

 

وفي معركة «طوفان الأقصى» التي بدأت في اليوم السابع من أكتوبر، قام الجيش الاسرائيلي بحرب إبادة للشعب الفلسطيني، وهدفه إخراج الشعب الفلسطيني من غزة وتدمير المدينة، ونجح بواقع 752 مبنى سكنياً، بينها 2835 وحدة (شقة) هُدِمت بشكل كلّي، و32 ألف وحدة (شقة) تضرّرت أضراراً شديدة، منها 1791 وحدة غير صالحة للسكن. في حين تمّ تدمير 42 مقراً حكومياً وعشرات المرافق والمنشآت العامة.

 

كل هذا التاريخ الأسود للدولة العبرية… زادت الطين بلّة في غزة، حين قصفت قواتها عمداً مستشفى الأهلي المعمداني هناك فأوقعت 500 شهيد (حتى الآن) من المدنيين والنساء والأطفال كانوا يحتمون بالمكان، ظنّاً منهم أنه في مأمن من القصف.

 

وبلغت الوقاحة عند الاسرائيليين حدّاً غير مقبول ولا معقول، فقد اتهمت إسرائيل «حركة الجهاد الاسلامي» بقصف هذا المستشفى الذي أسّسته جمعية الكنيسة الإرسالية التابعة لكنيسة انكلترا عام 1882، مع ان الدولة العبرية اعترفت بقصف موقف المستشفى.. فهل هذا يُصَدّق؟

 

خلاصة القول، إنّ قوات الاحتلال الاسرائيلي، ارتكبت المجازر بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة من خلال الهجوم على حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، وحتى الآن يمكن القول إنّ إسرائيل ارتكبت قرابة الأربعين مجزرة منذ 7 نوفمبر، تسببت في استشهاد حوالى 3000 قتيل، جلّهم من النساء والأطفال. فعائلة شهاب مثلاً، سقط من أبنائها 31 شهيداً وعشرات الجرحى. هذا وقد دمّر الاسرائيليون عشرات المباني السكنية والأبراج في منطقة الكرامة (شمال غزة)، ومخيّم الشاطئ (غرب غزة)، والبريج (في الوسط)، ومدن رفح وخان يونس (في جنوب غزة)، ودير البلح في الوسط. فهل بعد هذا، يستطيع أحد إنكار عدوانية وهمجية ووحشية إسرائيل؟ أشك في ذلك.

 

واللافت كانت الإشادة بدور الاعلام في كشف كذب إسرائيل خصوصاً حول ان الذي فجّر مستشفى المعمداني هو «حركة الجهاد الاسلامي»، فعلاً «يلّي استحو ماتوا».

 

إنّ أكثر من 500 شهيد قتلهم الاسرائيليون بقذائف أميركية وبدم بارد. على كل حال إسرائيل معروفة بأنها تكذب، وهذا يذكرنا بما فعلوه في تفجير مرفأ بيروت، إذ أصدر الجيش الاسرائيلي بعد التفجير بياناً نشرته صحيفة «معاريف» يقول فيه إنّ طائرات سلاح الجو الاسرائيلي قامت بعملية قصف مرفأ بيروت حيث كنا قد هدّدنا سابقاً بأنّ هذا المرفأ يستخدمه حزب الله لاستيراد أسلحة، ثم عادت وأنكرت ما اعترفت به. واللافت أيضاً ان يتبنى الرئيس الأميركي الادعاءات الاسرائيلية الكاذبة خصوصاً ان الاستخبارات الاميركية والأساطيل ترصد كل حركة تجري في غزة المحاصرة.