التغريدة الاولى: كتبت آية ابي حيدر تعليقاً على جريمة مقتل سارة سليمان في زحلة: «دائماً وكل يوم رح يروحو ناس أبرياء لإنو في ناس ما في سلطة وقانون يردعها. سارة كانت عم تحتفل وبس صار بدها تروح عالبيت خطفتها رصاصة شب طايش تحت شريعة الغاب».
التغريدة الثانية: أطلقها سيد على حسابه على فايسبوك بعيد انتشار خبر الجريمة بدقائق متسائلاً «سارة سليمان، استشهدت في زحلة اي بلد هذا؟؟؟».
التغريدة الثالثة لميراي التي أشارت إلى أن المنطقة التي هرب اليها المجرم تحولت عبر السنين الى وكر آمن للمجرمين وعاصية على سيطرة الدولة: «الناس بيسهرو ت يفرحو والنتيجة موت بسلاح الزعران. المجرم فر … التشدد في تطبيق القوانين حتى لو اضطر الجيش ان يجتاح أي منطقة من اجل سحق الزعران وابادتهم في اي بقعة وجدوا فيها على كامل مساحة لبنان…».
التغريدة الرابعة لفريد المصري الذي كان الاجرأ في انتقاد عملية وهب رخصة حمل السلاح في لبنان، شارحا العملية بتفاصيلها القانونية التي لو اتبعت برأيه لكانت القوى الشرعية استبقت فعلا اي عملية جرمية يمكن ان تحدث جراء تفلت السلاح وصعوبة السيطرة على حامليه:«.. لا يمكن ضرب مافيات تجارة السلاح والسوق السوداء في لبنان الا بسيطرة الدولة على هذا المجال فالمسدس اذا اصبح شرعياً يصبح تحت رعاية الدولة ويصبح سعره ارخص بكثير وينتهي بذلك عصر مافيات السلاح ويضرب تدريجيا والسلاح يصبح بشكل شرعي ومريح وما اقوله ليس قانون لحمل السلاح بل خطة امنية شاملة..».
التغريدة الخامسة استغرب فيها جوزيف دخول التراخي الامني تجاه جهة لبنانية معينة قائلا «نسمع كل يوم عن توقيف 100 شخص إلا من بحقهم مذكرات توقيف».
التغريدة السادسة علق خلالها الناشط لوسيان بو رجيلي على صور القاتل لافتاً إلى أن «لو المجرم طه المصري كان كاتب شي بوست ضد الرؤساء كان لقطوه بس للاسف هو بس تصور عالفايسبوك مع bazooka #المؤبد_لقاتل_سارة»، فيما اختصرت ندى قازان مهاجمة كل من يحمي ويغذي الجماعات الخارجة عن القانون بالقول: «المسؤول عن قتلك ايتها الشابة البريئة ليس طه المصري بل من يحمي هذا الازعر قبل الجريمة وبعدها».
قد لا تتسع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لنقل نقمة اللبنانيين جميعا على ظاهرة اجتاحت يومياتهم بشكل مخيف في الآونة الاخيرة تحديدا، وقد لا تكفي عشرات آلاف حسابات الناشطين لسرد قصص مأسوية عن عمليات تصفية دموية وترهيب مواطنين من خلال الاستقواء بسلاح غير شرعي يستهان استعماله كوسيلة للارهاب والقتل ولأتفه الاسباب، حيث يعيش مواطنون في خوف يومي على حياتهم ويذهب ضحيته لبنانيون التزموا عن قناعة بسقف الحقوق التي منحتهم اياها القوانين ووضعوا انفسهم تحت سلطة الدولة والشرعية فكانت النتيجة انهم باتوا فريسة ضعيفة في وجه حفنة من المجرمين والمطلوبين والفارين من وجه العدالة وحتى المحميين والعاصين عن الملاحقة والقبض والزج في السجون.
جريمة زحلة التي ذهبت ضحيتها الشابة سارة سليمان تبقى احدث مثال، يكفي سرد بعض تفاصيلها لاظهار حقيقة هذا الواقع وخطورته وعلى كافة المستويات. فبينما استخدمت سارة (24 عاما) حسابها الافتراضي على فايسبوك لتعلن عن رغبتها بوهب اعضائها بعد موتها، كان الشاب قاسم رفيق المصري او المعروف بطه المصري يستخدم نفس الوسيلة لنشر صوره متباهيا على حسابه الافتراضي مدججا بالسلاح الخفيف والثقيل، غير المرخص. بوضعيات و «بوزات» مختلفة، في السيارة، في حديقة منزله، على الشرفة، على دراجته النارية المزنرة بعلم «حزب الله»…. تباهٍ مستفز غفلت عنه القوى الامنية والسلطات المولجة مراقبة حركة الحسابات الافتراضية ووضع يدها على اي حالة تخل او يمكن ان تؤدي الى الاخلال بالامن العام، خاصة وان بحق صاحب الصور اربع مذكرات توقيف صادرة بحقه.
جمعت الصدفة ما بين الشابين المتقاربين في العمر، سارة التي كانت تهم بالخروج من الملهى وطه الذي صادف مروره اثناء ازدحام السير جراء اصطدام سيارتين، ما دفعه الى الشروع باطلاق النار عشوائيا واصابة سارة برصاصة قاتلة فيما يقبع الشاب سيمون معوض في المستشفى بعد استقرار احدى الرصاصات في رجله، وفرار القاتل وعدم القبض عليه حتى اللحظة. في حين ذكرت «الوكالة الوطنية للاعلام» ليل أمس، أن «كلاً من محمد عبد الباسط المصري وشقيقه عباس وفتاتين، سلّموا أنفسهم الى مفرزة زحلة القضائية»، موضحة أن «هؤلاء كانوا برفقة طه المصري، الذي أقدم على إطلاق النار على الضحيّة سارة سليمان، والجريح سيمون معوّض، أمام ملهى الـblue bar في زحلة، فجر الأحد».
بهذه البساطة، بات واضحا ان الموت عاد ليطوف فوق رؤوس اللبنانيين دون حسيب او رقيب، يخطفهم فجأة، لكن ماذا عن محاربة هذا الفلتان والتصدي له ومعالجة معضلته التاريخية التي ارساها الاستخفاف والتهاون الرسمي عبر الايام، مما يجعل حياة آلاف المواطنين مفتوحة على كل الاحتمالات. يواجه اللبنانيون في مناطق متاخمة ومجاورة لمناطق سيطرة السلاح غير الشرعي مأساة متفاقمة منذ سنين، ترتبط بغياب الحد الادنى من السلطة الشرعية، ويمكن العودة من حيث بدأنا، الى تعليقات الناشطين التي طالبت بأغلبها بانزال حكم الاعدام على القاتل فكتبت فاطمة حيدر «عقوبة الاعدام بتنعاز بلبنان السلاح_المتفلت_بلاء»، ووافقها بالرأي وائل نعمة قائلا «طه المصري اكبر مافيا بلبنان ومحمي من عشيرته». واختار احمد ياسين نشر صورة طه محاطا باسلحته الحربية معلقا «الصورة خير تعبير، مهرجان الجنون مستمر»، اما وعد هاشم فطالبت بدورها بتشديد العقوبة على المجرمين «ما في يضل المجرم طليق وكل يوم يتم اعدام لنسان بريء بدون ذنب، اليوم سارة سليمان البنت الحلوة الي ما بعرفها شخصيا ضحية جديدة للسلاح المتفلت وكل يوم جريمة او جريمتين قتل. انا شخصيا مع تشديد العقوبة وتنفيذ عقوبة الاعدام».
فيما فتحت جريمة سارة باب التشجيع على تبني قضية وهب الاعضاء، فعلقت زكية ديراني على امنيتها «سارة التي قضت امس في زحلة تلقن القاتل درسا في الحياة بعد الموت. وهبت اعضاءها لـ 5 اشخاص اهلها سيرونها في 5 اشخاص»، ولفت الناشط عماد بزي الى ان القاتل مات والقتيلة ستحيا في اجساد اخرى «سارة سليمان ماتت فوهبت انسجتها الحياة لخمسة آخرين، اما قاتلها فميت حتى قبل ان يطلق النار».