IMLebanon

الدولة الثالثة والعشرون من تكون؟

 

في 24 شباط 1943 أعلن أنتوني إيدن في مجلس العموم البريطاني أن الحكومة البريطانية “تنظر بعين العطف إلى كل حركة بين العرب ترمي إلى تحقيق وحدتهم الاقتصادية والثقافية والسياسية.” بعد عام تقريباً من خطاب إيدن، دعا رئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس باشا كلاً من رئيس الوزراء السوري جميل مردم والرئيس اللبناني بشارة الخوري للتباحث معهما في القاهرة حول فكرة إقامة جامعة عربية وكانت هذه المرة الأولى تثار فيها فكرة الجامعة بمثل هذا الوضوح.

 

وعندما اجتمع ممثلون عن كل من سوريا ولبنان والأردن والعراق ومصر واليمن (بصفة مراقب) بين 25 أيلول و7 تشرين الأول 1944 رجحت كفة الاتجاه الداعي إلى وحدة الدول العربية المستقلة بما لا يمس استقلالها وسيادتها. كما استقرت على تسمية الرابطة المجسّدة لهذه الوحدة بـ “جامعة الدول العربية”.

 

وكان لبنان والعراق والسعودية ومصر ووادي الأردن من الدول المؤسسة ثم توالى انضمام الدول المستقلة تباعاً ومن المهم التذكير بأن شقيقتنا “الأرض الفرنسية لآل عفار وعيسى” المعروفة بدجيبوتي (عدد سكانها دون المليون نسمة) هي عضو كامل في جامعة الدول العربية منذ 34 عاماً!

 

أما جزر القمر Comoros فهي آخر دولة انضمت إلى الجامعة في العام 1993 في حين أن مقعد فلسطين في الجامعة وُجد قبل تشكيل السلطة الفلسطينية وتحديداً من العام 1976 سنة إعلان “الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية” وإذا كان انضمام جمهورية البوليساريو إلى الجامعة متعذراً لأسباب “مغاربية”، فإن انضمام “إمارة حزبستان” إلى الجامعة يبدو منطقياً وذلك للأسباب الآتية:

 

  • يملك الحزب الإلهي مقومات دولة كاملة السيادة: جيش (وليس ميليشيا) من خمسة وثلاثين ألف رجل على الأقل، أمن داخلي، دفاع مدني، قوى تدخّل وصواريخ ذكية ودقيقة وصواريخ أقل ذكاء.

 

  • يملك الحزب وزارة مالية أثبتت فعاليتها من خلال القرض الحسن، ووزارة شؤون إجتماعية، وأشغال ووزارة تربية إسلامية، ووزارة إقتصاد، واتصالات، وإعلام، وتكنولوجيا وبُنى تحتية وفوقية، وأساتذة وكادرات وكونسرفاتوار.

 

  • يتعاطى الحزب مع إسرائيل من دولة إلى دولة سواء على صعيد المفاوضات أو على صعيد المناورات والحروب ويجد نفسه مسؤولاً عن تلقين العدو درساً تلو الدرس كلما اغتيل مسؤول إيراني أو سوري أو فلسطيني أو يمني أو عراقي (من الحشد).

 

  • ويقيم الحزب علاقة حسن جوار مع جمهورية بعبدا ومع الشقيقة سوريا ومع إيران ومع المملكة الحوثية ومع “حزب الله” العراق.

 

ولا ينافس الدولة الفتية على المقعد الثالث والعشرين سوى دولة إسرائيل التي تتقدم على جيبوتي وجزر القمر بلغة الضاد، وتتفوق على “إمارة حزبستان” بعلاقاتها الطيبة مع ثلاثة أرباع الأمة العربية. وإن القمة الحادية والثلاثين لناظريها قريبة.