هذا ما كان ينقص البلد ان تنقسم الاحزاب والطوائف بين مؤيد لاعادة النازحين السوريين الى بلادهم ومن لا يريد طرح هذا الموضوع لانه بكل بساطة «خلافي» اي ان المكونات اللبنانية مختلفة ازاء بقاء السوريين في لبنان او ترحيلهم الى بلادهم الاصلية في سوريا.
لا شك ان صرخة الكنيسة الجامعة بشكل متواصل حيال هذا الموضوع الحيوي والكياني، هناك من لا يريد لا اخذها في الاعتبار ولا تقدير الاسباب الحقيقية وراء هذا الصوت العالي نظراً لما سيشكله من ازمة حقيقية مختلفة الاوجه ابتداء من الزراعة وصولاً الى الامن ولاحقاً الى التأثير السياسي، وتلفت مصادر نيابية الى تصريحين متناقضين من داخل مجلس الوزراء حيث يطالب وزير حزب الله حسين الحاج حسن بمعالجة صحيحة ومحاورة الحكومة السورية. ويرد الوزير المعني معين المرعبي: هذا الموضوع خلافي ويجب وضعه جانباً!!
ازاء هذا المشهد المأساوي في البلاد وداخل السلطة التنفيذية من وزيرين محسوبين كل على طائفة اسلامية معينة يمكن لهذه المصادر ان تستنتج التالي:
– اولاً: رئيس الجمهورية العماد ميشال عون يحذر من قصر بعبدا من تحول المخيمات الى بيئة حاضنة للارهابيين ويؤيده وزير المردة يوسف فنيانوس بالحوار مع الحكومة السورية في ملف النازحين وهذا يعني ان اكثرية معينة من الشرائح المسيحية والشيعية مع معالجة الملف وفتحه على مصراعيه في مقابل تحفظ سني واضح من خلال كلام وزير شؤون النازحين، وهذا ما يمكن اعتباره انقساماً عامودياً سوف ينعكس افقياً على القواعد الشعبية ليس سياسياً، فحسب انما وصولاً يوماً ما الى الصدام بفعل الارتدادات الكبيرة على الكيان اللبناني.
– ثانياً: استمرار الوضع للنازحين السوريين على ما هو عليه تترتب عليه شوائب عديدة من حيث التالي:
أ- استكمال زيادة الولادات بعشرات الالاف من قبل السوريين دون تسجيلهم لا في سوريا ولا في لبنان مما يفرض واقعاً لا احد يمكن تصوره في المستقبل القريب، ان من حيث تسوية امورهم الشخصية او التعليم او العمل وحتى السفر او الهجرة وهذه الامور مجتمعة تتخوف منها هذه المصادر من ان تكون الدول الكبرى الراعية لهذا النزوح ان تعمد الى فرضهم على الدولة اللبنانية ووفق معطيات معينة وضغوط كبيرة ان تلزم الجمهورية اللبنانية باعطاء النازحين السوريين اما بطاقات لاجئين او نازحين، وبالتالي مساواتهم بمسألة النزوح الفلسطيني تمهيداً لتوطينهم في لبنان اقله لمدة سبعين عاماً جديداً.
ب- ان مسألة الخطر الامني قائمة كل لحظة من خلال المتشددين داخل مخيمات النازحين وتواجد عناصر ارهابية من «داعش» و«النصرة» ليس في المخيمات وحسب انما بين منازل معظم اللبنانيين والدلائل متعددة والشواهد كثيرة، واخرها ما حصل في مخيمات عرسال من هجوم خمسة انتحاريين من منطقة واحدة، فكيف اذا انطلقت كافة الخلايا النائمة وهي موجودة بكثرة والاجهزة الامنية تلقي القبض بشكل يومي على شبكات ارهابية كانت تخطط للنيل من المدنيين والعسكريين.
ج- ان تحذير اكبر مرجعيتين مسيحيتين في البلاد رئاسة الجمهورية والبطريركية المارونية من خطر تواجد النازحين سوف يخلق حالة مسيحية مناهضة للوجود السوري في المناطق، ويمكن ان تترجم اشكالات متنوعة في لا يمكن ضبطها خصوصاً وان الخلافات تبدأ من سائق التاكسي وصولاً الى لقمة العيش فكيف ستستقيم الامور ومن باستطاعة ضبط الشارع وردات الفعل لست سنوات جديدة؟؟؟