يبدو أنّ لقب الفدائيين لم يقتصر على الشعب الفلسطيني الذي أسّس أوّل مقاومة لاستعادة فلسطين وذلك عام 1965 وكان قد سبقه إليها عدد كبير من الشعوب العربية التي بدأت تأخذ استقلالها من الاستعمار الفرنسي والانكليزي والايطالي بعد الحرب العالمية الثانية… إلاّ أنّ صفة فدائي التصقت بالعمل الفلسطيني.
اليوم هناك سفيران هما القائم بأعمال سفارة المملكة العربية السعودية الوزير وليد البخاري وسفير دولة الامارات العربية المتحدة حمد الشامسي توجّها الى مدينة بعلبك تلبية لدعوة من الشيخ خالد الصلح مفتي بعلبك – الهرمل وأدّيا الصلاة في الجامع.
ولولا أن سبقت الزيارة ثلاث إطلالات تلفزيونية للسيّد حسن نصرالله في أقل من أسبوع، وأهم ما جاء في كلام السيّد إنّه مستعد لأن يخاطر بنفسه ويذهب الى بعلبك إذا اقتضت مصلحة الانتخابات ذلك.
والسؤال الذي يطرح ذاته: لماذا هذا الإهتمام بانتخابات بعلبك؟ بكل بساطة لأنّ المطلوب أن ينجح جميل السيّد في الانتخابات فيحصل على الحصانة النيابية خصوصاً أنه عندما أُخلي سبيله بعد أربع سنوات توقيفاً خرج ولم يكن مداناً ولكنه أيضاً ليس بريئاً، إذ يمكن للمحكمة أن تطلبه ساعة يقتضي مسار المحاكمة، ومن باب المصادفة فإنّ المحكمة طلبته للذهاب الى لاهاي ولكنه طلب التأجيل لأنّه مشغول… والحقيقة أنه يحاول تأجيل تلبية الذهاب الى المحكمة الى ما بعد الانتخابات النيابية عسى يستطيع أن ينجح ويصبح بذلك متمتعاً بحصانة… من هنا نفهم طبعاً أهمية طلب المجرم بشار من السيّد نصرالله ترشيح جميل السيّد بدل عاصم قانصوه أمين عام »حزب البعث« في لبنان.
السفيران ذهبا الى بعلبك وصلّيا مع مفتي بعلبك الشيخ خالد الصلح، وجالا في المدينة وهذه رسالة الى من يهمّه الأمر أنّ المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية لم ولن تتخليّا عن أهل السُنّة في لبنان.
شكراً للسفيرين على هذه المبادرة الطيّبة والأمل الكبير أن يعود أهل المملكة وأهل الخليج الى لبنان كما قال الرئيس الحريري وكما قال القائم بالأعمال السعودي أيضاً.
وكما أصبح واضحاً فإنّ السياحة اللبنانية تعتمد اعتماداً كبيراً على السياح العرب، لأنه من دونهم لا توجد سياحة فاعلة… ولبنان كبلد سياحي رائد في العالم العربي يعتمد كما ذكرنا بنسبة عالية على مدخول السياحة خصوصاً أنّ السياحة الخليجية والسعودية هي سياحة غنية.
عوني الكعكي