IMLebanon

حل الدولتين هل يُبصر النور في الأرض الفلسطينية ؟!

 

لم تكن فلسطين هي الوطن المختار للمشروع الصهيوني، بل كان هناك دولتان هما الأرجنتين وأوغندا وذلك بسبب كثافة السكان العرب فيها عددهم حوالي 650 ألف إنسان في حين لم يكن يتجاوز عدد اليهود الخمسين ألفا مع العلم أن عددهم في العالم لم يتجاوز الـ 12 مليون إنسان.

لكن وقع الإختيار على فلسطين لسبب ديني لإعتقاد اليهود أن هيكل سليمان الذي يقع وفقا لمذهبهم تحت المسجد الأقصى، وأن حائط المبكى هو الأثر الأخير الباقي من الهيكل. وقد ساعد في الإختيار ذلك الوعد المشؤوم الذي عرف بإسم «وعد بلفور» الذي وعد به وزير خارجية بريطانيا حين ذاك «آرثر بلفور» بتاريخ 2/11/1917 في رسالته الى المليونير اليهودي «روتشيلد».

 

وفي أواخر القرن التاسع عشر كتب «هرتزل» كتابه «الدولة اليهودية» الذي تضمن رسماً لمستقبل الدولة اليهودية وقد رحبت الأحزاب السياسية الصهيونية بهذا التصور وأعتبرت «هرتزل» الأب المؤسس لدولة إسرائيل.

وبعد قيام إسرائيل في العام 1948 بدأت الهجرة اليهودية الى فلسطين وبنفس الوقت بدأ طرد العرب والفلسطينيين من أرضهم، وفي العام 1950 اصدرت دولة إسرائيل قانونا أسمته «قانون العودة» الذي ينص على أن لكل يهودي الحق بالعودة كيهودي عائد ويمنح تأشيرة مهاجر.

وفي العام 1967 وبعد الحرب التي خاضتها إسرائيل ضد جيرانها العرب عمدت الى اغتصاب أراض جديدة مثل الضفة الغربية والجولان وسيناء وبعض قرى الجنوب اللبناني.

وبالعودة الى الحرب العربية الإسرائيلية في العام 1948 اقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة خطتها بتقسيم فلسطين لتضمن حلا للصراع العربي الإسرائيلي. وقد تضمنت هذه الخطة تقسيم فلسطين الى دولتين عربية ويهودية وذلك بموافقة 33 دولة ورفض 13 وامتناع 10 دول عن التصويت. ولقد حمل هذا القرار الرقم 181.

تبلغ مساحة الدولة العربية 11 ألف كلم2 أي ما يمثل 48.3% من فلسطين في حين أن مساحة الدولة اليهودية 15 ألف كلم2 أي ما يمثل 57.7% من فلسطين. أما القدس وبيت لحم فتوضع تحت وصاية دولية.وفي أعقاب الحرب الإسرائيلية الثالثة التي وقعت في حزيران 1967 احتلت اسرائيل أراض عربية جديدة.

رفض العرب القبول بالقرار 181 لأنهم اعتبروا أن فلسطين يجب أن تبقى دولة عربية واحدة لأنها مأهولة بأكثرية ساحقة من السكان العرب في حين أن اليهود لا يشكلون أكثر من نسبة ضئيلة جدا لا تسمح بمنحهم دولة، ولأن هذا القرار يمنح أرضاً لمن لا يستحقها .

في العام 1974 عاد الفلسطينيون وقبلوا بفكرة الدولتين وضمنوا قبولهم هذا في البرنامج المرحلي للمجلس الوطني الفلسطيني الذي عارضته بعض الفصائل الفلسطينية ما أدى الى نشوء ما عرف بجبهة الرفض. وقد كان هذا القبول من الفلسطينيين مدار مفاوضات دارت بينهم وبين إسرائيل التي انتهت باتفاق أوسلو عام 1993.

أما إسرائيل فمن جهتها فقد رفضت القرار 181 وما تزال، وتنكرت له علما بأن شرعيتها كدولة إستمدتها من هذا القرار وبناء عليه بقي هذا القرار دون تنفيذ حتى يومنا هذا.

وبعد حرب 7 أكتوبر الأخيرة عاد موضوع الدولتين يطرح نفسه بقوة كسبيل وحيد لإنهاء النزاع العربي الإسرائيلي. وقد قال بهذا الحل العديد من الدول من عربية وأجنبية بما في ذلك راعي إسرائيل الولايات المتحدة الأميركية.ما حدا بالأمين العام للأمم المتحدة «انطونيو غوتيريش» للقول بأن رفض إسرائيل القبول بهذا الحل غير مقبول، لكن إسرائيل رفضت فكرة قيام دولة فلسطينية لدوافع مختلفة ما حدا بالأمين العام للأمم المتحدة «انطونيو غوتيريش» الى القول بأن رفض إسرائيل لهذا الحل غير مقبول.

إن الكلام الذي يدور حاليا حول حل الدولتين لم يتطرق الى الأرض التي ستقوم عليها هاتان الدولتان، وهل ستكون أرض فلسطين أم أرضاً أخرى؟! وكيف نفسر عملية تهجير أهالي غزة الى مدينة رفح وعما يقال بأن الهدف النهائي سيكون أرضاً غير فلسطينية؟!

* مدعي عام التمييز سابقاً