Site icon IMLebanon

الدولتان

 

بيان رئيس الحكومة تعقيباً على ردود الفعل التي تلت موقف وزير الخارجية في اجتماع جامعة الدول العربية في القاهرة مؤخراً، هذا البيان يستدعي بعض التوضيحات:

 

١- إلتزام لبنان بمقتضيات الإجماع العربي في ما يتعلق بالأزمة السورية وآخرها البيان الذي صدر عن الاجتماع الأخير في القاهرة.

 

٢- ان البيان الوزاري للحكومة لم يقارب مسألة عودة سوريا الى الجامعة العربية وهو كرر التأكيد على سياسة النأي بالنفس في الأزمة السورية والشؤون العربية الخلافية.

 

٣- ان موقف الحكومة من التطورات العسكرية الأخيرة على الحدود التركية – السورية يعبّر عنه البيان الصادر عن وزارة الخارجية وليس أي مواقف أخرى.

 

إنها ليست المرة الأولى التي يتخذ بعض الوزراء مواقف تختلف عن مواقف الحكومة… فمع بداية الحرب الأهلية السورية اتخذ قرار في الحكومة باعتماد سياسة نأي بالنفس، وقد ورد ذلك في البيان الوزاري أيام الرئيس تمام سلام، وبالرغم من ذلك ذهب «حزب الله» الى سوريا وأصبح الداعم الأول لكرسي بشار الأسد، والأكثر من ذلك شارك في قتل الشعب السوري الذي بلغ عدد قتلاه مليوناً وخمسماية ألف مواطن سوري بالإضافة الى تهجير ١٢ مليوناً اي نصف الشعب السوري وتدمير جوامع وكنائس ومستشفيات وجامعات ومدارس ومستوصفات… ولم يبقَ شيء إلاّ دمرته هذه الحرب الشرسة.

 

اليوم يبدو أنّ الاجتماع الذي عقد بين السيّد وجبران باسيل جاءت ترجمته في كلام باسيل في مجلس جامعة الدول العربية، مطالباً بعودة سوريا الى الجامعة العربية.

 

وبالرغم من البيان الذي أصدره الرئيس الحريري فقد أعلن الوزير باسيل البارحة أنه يريد أن يقوم بزيارة الى سوريا، وزاد أنّ هدف زيارته هو عودة النازحين السوريين… والأجمل في هذا الكلام بمناسبة ذكرى ١٣ تشرين الاول ١٩٩٠ أي بعد مرور ٢٠ سنة على ذكرى يعتبرها بعض اللبنانيين إنتصاراً كبيراً بإنهاء حال التمرّد التي كان يقودها الجنرال عون، كما أنّ البعض الآخر يعتبرها إنتصاراً له أيضاً…

 

المهم والأهم سؤال واحد هو: أين البيان الوزاري؟ من يحكم لبنان؟

 

كيف يمكن أن تقوم للبلد قائمة بوجود دولتين فيه: الدولة الشرعية ودويلة «حزب الله»؟!.

 

من يأخذ قرار الحرب والسلم في لبنان؟

 

يبدو أنّ التباعد بين خط الدولة اللبنانية وبين دولة ولاية الفقيه أصبح في أخطر مرحلة… وكما يقولون: الله يستر.

 

أجل! كيف تسير الدولة برأيين متناقضين؟ ومن يحكم لبنان فعلاً؟

 

عوني الكعكي