Site icon IMLebanon

“الحزب” في الطائرة الإماراتية

 

لم يسبق أن تولّت شخصية في «حزب الله» دوراً مباشراً في مفاوضات أو وساطات تتعلق بمعتقلين أو سجناء مرتبطين به. فهو عبر تاريخ طويل منذ تأسيسه بعد العام 1982، كان يتّكل على آخرين ليتولوا هذه المهمة. وآخرهم المدير العام السابق للأمن العام اللواء عباس إبراهيم.

 

أتى بالأمس نبأ وجود مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» الحاج وفيق صفا في الإمارات لمتابعة «ملف الموقوفين اللبنانيين» هناك، كما قالت أوساط «الحزب»، ليفتح مساراً جديداً على هذا الصعيد، علماً أنّ اللواء إبراهيم نجح عام 2021 خلال توليه الوساطة مع الامارات في تأمين الافراج عن 8 لبنانيين بعد توقيفهم هناك لأشهر بتهمة «التعامل» مع «الحزب».

 

هناك أسئلة تنتظر أجوبة حول قرار «الحزب» الدخول مباشرة على خط المفاوضات والوساطات بدلاً من مفاوضين ووسطاء آخرين. ولأنّ «الشيء بالشيء يذكر»، تردد في الأسابيع الأخيرة أنّ «الحزب» بدأ ينتهج هذا الأسلوب المباشر في ملفات مهمة بالنسبة إليه. وفي مقدمة هذه الملفات، تثبيت الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل والذي صار حالياً بيد النائب السابق نواف الموسوي. وكذلك ملف الانتخابات الرئاسية الذي يتولاه رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد.

 

بالعودة إلى صفا، فهو من خلال رحلته الإماراتية، صار مفاوضاً ووسيطاً مباشراً في ملف المعتقلين والسجناء ذوي الارتباط بـ»الحزب». ولأنّ «الحزب»، بصفته عضواً في «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري الإيراني، مرتبط بعمليات خارجية على مستوى المنطقة والعالم. ما يعني أنّ هناك الكثير من الأعضاء والتابعين لـ»الحزب» معرضين للاعتقال في بلدان العالم. وهناك أمثلة عدة حول حالات الاعتقال وفي مقدمها الولايات المتحدة الأميركية.

 

في أي حال، تمثّل رحلة صفا الإماراتية تطوراً في تاريخ «الحزب». فهو صعد الاثنين الماضي، بحسب المعلومات، على متن طائرة خاصة حضرت من الامارات خصيصاً لنقل مسؤول «الحزب». أما بحسب التحليلات، فإنّ زيارة صفا أتت على خلفية الدور الجديد الذي بدأت الامارات تقوم به إقليمياً بعد حرب غزة. وكان هذا الدور قبل تلك الحرب، محصوراً بقطر التي كانت بوابة التواصل الخليجي مع ايران واذرعها في المنطقة. وذهبت التكهنات إلى حد القول إنّ صفا مكلّف من «الحزب» التعامل مع المسؤولين الاماراتيين في ملفات حرب غزة وامتداداتها إلى لبنان. لكن هذه التكهنات استبقتها وسائل اعلام قريبة بـ»الحزب» بالقول إنّ زيارة صفا «محصورة فقط بمتابعة ملف الموقوفين في الإمارات».

 

في تاريخ «الحزب» ملف حافل مع الطائرات. وبين أوراق هذا الملف، اختطاف طائرة كويتية عام 1984، وإجبارها على تغيير مسارها إلى طهران، للمطالبة بالإفراج عن عدد من الذين اعتقلتهم الكويت لضلوعهم في التفجيرات على أراضيها، بينهم مصطفى بدر الدين، الذي أصبح أحد أبرز قياديي «حزب الله»، لاحقاً.

 

وأيضاً، هناك اختطاف طائرة كويتية ثانية، تحمل اسم «الجابرية»، آتية من بانكوك نيسان عام 1988. وكان الحادث، أطول عملية اختطاف طائرة في التاريخ. واتهم حينها القيادي في «الحزب» عماد مغنية بخطف الطائرة، وإعدام اثنين من ركابها. هذا في التاريخ. أما في الحاضر، فصعد صفا إلى متن الطائرة الإماراتية الخاصة راكباً فقط.