Site icon IMLebanon

هل تُنقذ الإمارات لبنان؟  

 

إنتظرنا ككلّ اللبنانيّين خبراً جيّداً نسمعه كما أُشيعت أجواء سبقت كلمة الرئيس سعد الحريري المسائيّة والتي يبدو أنّها تعجّلت إذ «سوبق» رئيس الحكومة على «تعطيل مفاجأته» بأنّه «رح تطلع إشاعات كتيرة» وأعلن أنّ «الإعلام اللبناني ينتظر مني أن أعلن عن مبادرة لكنني سأترك هذا الأمر لدولة الإمارات»، إذا أراد أي مواطن لبناني أن يكون موضوعيّاً أنّ دولة الإمارات رغبت في تجنّب «عَجَلَة» الرئيس الحريري تخففاً من أي إحراج دوليّ لها مع الحليف الأميركي.

 

ما الّذي يمكن أن تفعله دولة الإمارات للبنان؟ للأمانة، علينا أن نقول أن الإمارات وقفت دائماً إلى جانب لبنان وشعبه، وأنّ الكثيرين من أبناء الشّعب اللبناني وجدوا فيها ملاذاً وحضناً فتح في وجوههم أبواب العمل والأمل، وللأمانة علينا أن نقول أيضاً، أنّ «التُّوك» كان يأتي دائماً من لبنان، وبالتحديد من شلل وعجز الدّولة أمام كلّ خطاب فيه تعرّض وتدخّل وإساءة لدول الخليج يفجّره أمين عام حزب الله حسن نصرالله… بل سنذهب أبعد من ذلك، أمام «الأخبار المنيحة» وأجواء التفاؤل وانتظار إعلان دولة الإمارات عن شكل دعمها ومساندتها للبنان، ما الّذي بإمكان لبنان وحكومته بل لبنان عن بكرة أبيه أن يفعله إن خرج غداً أو بعد غدٍ حسن نصرالله وكال الإهانات والاتهامات لتحالف السعوديّة والإمارات دفاعاً عن «الحوثيّين الإيرانيّين»، ما الّذي باستطاعة لبنان انتظاره حينها!!

 

كأيّ مواطن لبناني أقصى سقوف توقّعاتنا للدّعم الإماراتي المنتظر لن يتجاوز سقف وديعة تُقدّر بـ»مليار» دولار في البنك المركزي، أمّا الطموحات الجريئة التي تحلم باستثماراتٍ تغزو لبنان، فليسمح لنا «الحالمون»، أيّ عاقل يستثمر في بلدٍ يواجه أزمة إقتصاديّة كبرى؟ هل يُفترض أن يتعلّق اللبنانيّون بحبال الهواء في انتظار استثمارت لن تأتي؟! أليْست القاعدة الأولى في الاستثمار هي الاستقرار والازدهار والقاعدة المتعارف عليها بين رجال الأعمال أنّ «رأس المال جبان» ثمّ هذا الاستسهال في «تهوين الموت وهو له سكرات»، وكأنّ الاستثمار يملك عصا موسى لينقذ بلداً تمهله مجموعة دول أوروبيّة تسعى أساساً لإنقاذه عبر مؤتمر سيدر مدّة ثلاثة أشهر لينقذ نفسه بمجموعة إصلاحات لم يفعل منها شيئاً بعد!!

 

التّنظير والدّعوة للاستثمار شيء والواقع شيء آخر تماماً، للأسف مبادرة الرئيس الحريري بالتّوجه إلى دولة الإمارات مشكورة وكلّها عشمٌ في الإخوة العرب وثقة بتاريخهم في دعم لبنان، لكن حتّى هذا التوجّه لم يملك خارطة طريق، ولا رسم بياني واضح للتشجيع على الاستثمار في لبنان، بل على العكس الارتجال ـ كما دائماً ـ كان سيّد الموقف، ولغة لا تصلح أن تكون خطاب دولة ـ حتى وإن كانت عاجزة ومهدّدة بالانهيار ـ أهل الإمارات وحكّامها أهل نخوة ومروءة، ولكن كيف يستوي الحديث ويتكافأ عن جذب الاستثمارات إلى لبنان وجملة «متّكلين عالله وعليكن»!!

 

الابتهاج برفع الحظر عن سفر الاماراتيين الى لبنان خبر سار. ولكن هل تنبه اهل الدولة الى أن قلب بيروت بات فارغاً بمحلاته المقفلة كأنه مدينة أشباح.

 

ومجدداً سنقول، واحدة من أهم العُقد التي يواجهها لبنان وهي  جزء من أصل المشكلة الكبرى التي يواجهها أنّ هذه الحكومة ولا التي قبلها ولا التي ستأتي بعدها ربّما تملك خطّة طوارىء إقتصاديّة لإنقاذ البلد، وما دام لبنان عاجز كدولة عن حلّ المعضلة الكبرى التي تواجهه دوليّاً وعربيّاً بسبب حزب الله الإيراني وأجنداته التي ينفّذها لصالح المحور الإيراني كما يعلن أمين عام حزب الله ونائبه وكما تعلن إيران نفسها لن يجد من ينقذه أبداً، فليقل لنا أحد كيف تنقذُ دولة لا تريد هي نفسها أن تنقذ نفسها؟!