لا أحبّ التطرق الى الأمور الشخصية… فنحن نتحدّث في السياسة والمواقف والشأن العام. ومن أسف طغت على الحياة السياسية في هذا البلد موجة حادة من الكلام الكبير الذي لا يعرف حدوداً، ولا يلتزم المبادئ والأعراف والقِيم.
وفي هذا السياق لا يتورّع وزير الخارجية والمغتربين عن الكلام العالي وتوجيه الإتهامات يميناً وشمالاً، في وقت هو عرضة لإنتقادات وايضاً لإتهامات، نحن لا نتبناها إقتناعاً منّا بأن ليس كلّ ما يُقال صحيح، وإن كان «لا دخان من دون نار».
فالوزير جبران باسيل مهندس شاب ويُقال إنّه أصبح من أصحاب الثروات… ولا نود أنّ ندخل في التفاصيل، إلاّ أن الكثير من الكلام يتردد على الطائرة الخاصة، والمنزل في لندن، وشراء المنازل التراثية في البترون (…)
ونكرر أننا لا نقول إنّ هذا صحيح… كما أننا لسنا من الذين ينزّهون الآخرين وكأنهم من طينة مختلفة قد جُبلوا… إلاّ أننا في المطلق ندعو الوزير باسيل الى التحلّي ببعض التواضع، وبوقف هذا التعالي… حتى بات الوضع وكأنّ شغلة فخامة الرئيس العماد ميشال عون أضحت كيف سيعمل لإزالة ما يرتبه كلام باسيل من مشاكل وإشكالات، ومن تداعيات وأزمات.
وهل من ينكر أننا كنا، في الأيام القليلة الماضية، على حافة هاوية، وأننا استرجعنا، او كدنا نسترجع، الخطاب السياسي الذي مهّد للحرب الاهلية في العام ١٩٧٥ وادبيات تلك الحرب. وكانت الأيام الاخيرة صعبة ودقيقة ومحفوفة بالمخاطر الكبرى…
ومن أسف أننا استحضرنا في الذاكرة بوسطة عين الرمانة وتلك المرحلة الصعبة…
وفي تقديرنا انه لم يكن من الضروري المضي قدماً في مؤتمر الطاقة الإغترابية في أبيدجان. فليت وزير الخارجية أجّل المؤتمر بضعة أيام! وماذا كان سيخسر لو تمّ التأجيل؟! وهل من الخطأ مراعاة مشاعر الآخرين؟
ومن بالغ الأسف ان الوزير باسيل بدا وكأنه يصر على المشكلة، بل كأنه يستحضر المشكلة من دون اي موجب… وهذه الصورة كانت انقلبت كلياً لمصلحته لو انه اظهر الحد الادنى من حسن النيّات.
والملاحظ انه في سبيل مصلحته يتخلّى عن تحالفات وصداقات وتفاهمات واوراق مشتركة… وموقفه من القوات اللبنانية دليل واضح.
وهذه المرة افتعل الازمة الكبيرة مع الرئيس نبيه بري التي انعكست مضارها وتداعياتها على البلد كله، وكادت ان تؤدي بنا الى المجهول لولا حكمة الحكماء، وعقلانية العقلاء، ومبادرات المبادرين..
ولقد لملم حزب الله الأزمة الاخيرة فمن يلملمها في المرات اللاحقة؟!
عوني الكعكي