البطريرك لحام جمع الوطن والعائلة اللبنانية، في مؤتمر يعكس الوحدة، في وقت تتعرّض فيه هذه الوحدة، لخطر التمزّق والانهيار.
إلاّ أن قائد طائفة الروم الملكيين، وجد نفسه بين معظم القادة، في بيت يرعاه، وفي قاعة للوطن وللناس.
لا أحد ينكر، أهمية مؤتمر العائلة.
ولا أحد يتجاهل عظمة مؤتمر يتعايش فيه دور العائلة، والتحديات، من بيروت الى الفاتيكان.
والمؤتمر جمع القادة السياسيين، والقادة الروحيين، لبلورة وحدة حقيقية، تواجه رياحاً عاتية تعصف بالناس، من طرابلس الى صيدا، ومن زحلة عاصمة الكثلكة، الى عرسال، حيث بيداء التعصّب الأعمى.
إلاّ أن الروم الملكيين، نجحوا، عن جدارة، في استحقاق الوحدة المشوبة بخطر الانهيار.
ولبنان يثبت مرة أخرى، ان وحدته أقوى مما يمزّقه، والبطريرك غريغوريوس لحام كان دائماً العنوان الأكبر، لوحدة العائلة اللبنانية، وسط مطبّات وهاد، تجاوزها المؤتمرون بالعزائم والارادات.
والانسان، لا يسعه إلا التوقف عند كلمة الرئيس تمام سلام، فقد كان، كما هو معهود منه، رجل الدولة، والفارس المغوار في حمل سلاح الوحدة.
وتمام سلام كان رجل دولة، ورسول وحدة الدولة، في وقت تنتاب هذه السلطة المكاره والأزمات، وكأنها لا تريد للوطن إلاّ التعصّب والفتنة.
إلاّ أن رئيس مجلس الوزراء نقل الدولة من خطر الانهيار الى نعمة الانبهار.
كانت كلماته الأخيرة، عن ان المسيحيين يجدون أنفسهم، في ما يقوله المسلمون، الدوحة الاستباقية لأي عنوان آخر.
وهذه فضيلة أودعها البطريرك لحام الى معظم الخطباء الذين وجدوا أنفسهم، في خضم الأعاصير، العاصفة في المنطقة، وكأنّ المؤامرة على لبنان تتجدّد، فجاء هذا المؤتمر للعائلة، ليسحق أهدافها وهي بعد في المهد.
لا أحد يريد أن تسمو الارادات، على ما دونها من أزمات، ومن دون عناء.
إلا أن وحدة العائلة، هي من أهم ضروب الوحدة المنفتحة على الآفاق القريبة والبعيدة، بكل ما تنطوي عليه من تحديات.
كان ألبير كامو الفيلسوف الفرنسي الشهير يقول، بعد عودته من الجزائر الى فرنسا، إن العائلة هي السر الكامن في هذا الوجود، سواء اعترفنا بذلك أم لا.
وقال ألبير كامو بعد تبلّغه فوزه بجائزة نوبل إنه يقطف بعض ثمار العائلة، التي عاش في كنفها.
وقد تكون نوبل للآداب، جزءاً من آداب العائلة، لكن الأجزاء مكتملة، هي ما قصده البطريرك اللحام، من وراء مؤتمر العائلة، على طريق الشام في وسط بيروت.
الوحدة المسيحية – الاسلامية، تجلت بأبهى صورها في مؤتمر العائلة.
وهذه الوحدة، هي أبرز ثمار العائلة الموحدة، في وقت عصيب تتجمع فيه الأنواء في الشرق الأوسط، لتهجير المسيحيين من بلاد الرافدين، ومحاولة بسط الارهاب في بلد السلام.
لكن المؤتمرين الذين لبوا دعوة البطريرك لحام، بدلوا صورة التمديد للمجلس النيابي، وزرعوا مكانها وحدة بلاد يشكل تجمعها، حول مبادئ الحق والقداسة، باحة واسعة لجمهور المؤمنين بالديمقراطية.
والمسيحية والاسلام، رسالتان سماويتان، كانتا على أرض المحبة مبايعة عفوية لما يعلقه المؤمنون، على أهداب الحرية والديمقراطية.