IMLebanon

وحدة اليمن خط أحمر

 

 

نستبشر بتشكيل مجلس القيادة الرئاسي اليمني برئاسة الدكتور رشاد محمد العليمي، وذلك لإنهاء الصراع المستمر في اليمن منذ عهد ثورات الربيع العربي الزائفة، والتي استبدلت بعض الأنظمة الجمهورية بأنظمة أخرى ولم يتغيّر حينها شيء سوى تنامي الحروب الأهلية والصراعات الداخلية، وهذا ما كانت تطمح له بعض القوى العالمية لإضعاف الأمة العربية أكثر فأكثر. ومن صور الصراع المستمر في اليمن هو تغذية الفتن من صراع قبلي – قبلي وصراع طائفي بين الزيدية والشافعية وغيرها من المذاهب، بالإضافة إلى صراعات اشتراكية ورأسمالية، وأخرى صراعات مناطقية بهدف العودة لتقسيم اليمن مجدداً بيمن شمالي وآخر جنوبي هدفه توزيع الموارد النفطية بين القوى السياسية، بالإضافة إلى الموارد الطبيعية الأخرى. ولا يخفى على الجميع الجهود المبذولة من منظمة دول مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية، وجلسات الحوار التي أُقيمت في الرياض وامتدت من بداية شهر رمضان حتى وصلنا إلى اتفاق يمني – يمني بتشكيل مجلس قيادة رئاسي مكوّن من 8 أشخاص، جزء منهم لم يكونوا على وفاق واتفقوا بهدف الصالح العام ويحسب لهم ذلك.

 

ومع التوصل إلى الاتفاق اليمني – اليمني والذي باركته الدول العربية والعالمية، يجب علينا أن نشكر المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان، فلهما دور كبير في ما وصلنا إليه اليوم، ولهما دور كبير كذلك في اتفاق أهل اليمن بهدف إحلال السلام في اليمن، والجميع يعرف أنّ وحدة اليمن وسلامة أراضيه واستقراره خط أحمر للأمة العربية، وأنّ محاولات تقسيم اليمن إلى أجزاء أمر لن تقبل به المنظومة الدولية ولا جامعة الدول العربية، ومع استمرار الهدنة رغم خرقها من ميليشيات الحوثي، نتطلع في المرحلة المقبلة أن يكون هناك اتفاق سلام بين الشرعية اليمنية وميليشيا الحوثي، هدفه استقرار اليمن، وأن تقبل جماعة الحوثي تسليم السلاح للدولة، والإيمان بالدولة الشاملة التي تجمع الكل تحت مظلتها. وفي الحقيقة نأمل في أن يكون لسلطنة عُمان دور كبير في ذلك، لما عُرفت به السلطنة من سعيها الدائم للسلام لا سيما في القضية اليمنية.

 

وفي الختام، نؤكّد أنّ وحدة اليمن خط أحمر، وعدا ذلك أمر مرفوض. فلن يستفيد من تقسيم اليمن إلّا أعداء الأمة العربية الذين يرغبون بتمدّد الجمهورية الإسلامية الإيرانية في أرض العرب، ولن تقبل الأمة العربية ولا الأمة اليمنية على وجه الخصوص بذلك، ونتطلع خلال المرحلة المقبلة من العام الحالي الى انتهاء الحرب الأهلية في اليمن، وعودة العاصمة صنعاء تحت ظل الشرعية اليمنية، وأن تكون الدولة اليمنية ملاذاً آمناً لكل يمني، وأن يتمتع الشعب اليمني بخيرات أرضه الكثيرة والوفيرة، وأن تعود الأمة اليمنية لريادتها كما عهدناها بمثقفيها وكتّابها وعلمائها، وليس ذلك بمستبعد على أهل الأصالة، ومنبع الأمة العربية.