IMLebanon

اقتلاع «النصرة» و«داعش» افقد السعودية ورقة ذهبية محلياً…

 

تشير الاوساط الضليعة في علم الامن الى ان تحرير جرود عرسال من «جبهة النصرة»و«داعش» وترحيل الفصيلين التكفيريين الاول الى ادلب والثاني الى دير الزور انجازاً استراتيجياً على مستوى لبنان والمنطقة بحيث ان تحرير الجرود واقتلاع شذاذ الافاق منها انتزع من السعودية ورقة رابحة ربما كانت استثمرتها حتى الثمالة في المرحلة الراهنة حيث تحتجز المملكة رئيس الحكومة سعد الحريري الذي اجبر على الاستقالة ووضع قيد الاقامة الجبرية، وهذا ما وصفه رئيس الجمهورية ميشال عون «بالعمل العدائي» على لبنان الذي لا تزال تردداته تعصف في الاروقة الدولية عامة وعلى المستوى المحلي بشكل خاص، ورب «ضارة نافعة» كما يقول المثل كون احتجاز الحريري كشف المستور في عظائم الامور حيث لا مكان للون الرمادي في هذه المرحلة الاكثر استثنائية في تاريخ لبنان.

ولعل اللافت وفق الاوساط الحراك الفرنسي الداعم للبنان، حيث تحاول العاصمة الفرنسية باريس استرداد دورها في المنطقة انطلاقاً من الساحة المحلية منذ الزيارة التاريخية لعون الى فرنسا حيث حظي باستقبال استثنائي لم تشهده العاصمة الفرنسية منذ زمن بعيد وانتقلت العلاقة الفرنسية بالاشخاص الى علاقة الدولة برأس الدولة الماروني كون «لبنان الكبير» آخر الانجازات الباقية من الهيبة الفرنسية التي انحسرت بعد الحرب العالمية الاولى والثانية ليحل المارد الاميركي كلاعب يتفرد بالرقعة من ادناها الى اقصاها. ولعله من حسن الاقدار ان الادارة الاميركية الحالية لم تدل بدلوها في قضية احتجاز الحريري في الوقت الذي سارعت فيه باريس الى البروز على الحلبة اثر تقرير السفير الفرنسي في السعودية الذي سارع بزيارة الحريري في مكان احتجازه وابلغ السلطات الفرنسية ان المكان محاط برجال الامن بالاضافة الى ملازمة اشخاص سعوديين للحريري اثناء لقائه السفير الفرنسي خلافاً للبروتوكول.

وتشير الاوساط الى ان فرنسا رمت بثقلها لانهاء عملية احتجاز الحريري بناء على طلب رئيس الجمهورية حيث سارع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى زيارة السعودية وبحث الامر مع القيادة السعودية دون ان يؤدي الامر الى نتيجة، ومن ثم ارسل وزير خارجيته جان ايف لودريان الى المملكة لمتابعة الملف حيث اعلن عن قبول الحريري دعوة ماكرون للانتقال الى فرنسا مع عائلته على ان ينتقل بعد ذلك الى لبنان لتقديم استقالته بشكل دستوري.

وبموازاة الحراك الفرنسي تحركت الديبلوماسية اللبنانية بجولات وزير الخارجية جبران باسيل الى العواصم الاوروبية بدءاً بفرنسا مروراً بلندن وصولاً الى روما لتأمين ضغط دولي لانهاء ازمة احتجاز الحريري لا سيما وان ازمة استقالته تحولت الى ازمة علاقات مع السعودية انسحبت على دول الخليج وربما مع اجتماع وزراء الخارجية العرب الاحد المقبل سيتحدد مصير علاقات لبنان بمحيطه العربي وفق توصيف الوزير مروان حمادة الذي توقع ان يكون الامر موعد «الانفجار الكبير».

وتقول الاوساط ان المسار المعلن حول احتجاز الحريري واكبه مسار سرّي بعدما توفرت للسلطات المعنية وحصراً لرئاسة الجمهورية معلومات تشير الى ان اموراً تدبر في الخفاء تعيد لبنان الى عشية عام 1982 وفق المستشار الاعلامي لرئيس الجمهورية جان عزيز، ومنها على سبيل المثال لا الحصر سعي الى تحريك المخيمات الفلسطينية ودفعها الى قطع الطريق الساحلي بين بيروت والجنوب، وفي هذا الاطار جال مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم بعيداً عن الاضواء وبتوجيهات من عون على بعض العواصم الاوروبية والعربية والتقى برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في عمان ووضعه في جو المعلومات اللبنانية قبل سفر عباس الى السعودية، وجاءت زيارة السفير الفلسطيني اشرف دبور الى مخيم «عين الحلوة» ولقائه بالقوى الاسلامية كـ«عصبة الانصار» والشيخ جمال خطاب لافشال ما يخطط له في الخارج بعدما قررت السعودية اعادة لبنان الى ما قبل «اتفاق الطائف» ولكن الرياح المحلية سارت عكس ما تشتهيه السفينة السعودية.