Site icon IMLebanon

بيروت: الحرب قد تطول لما بعد آذار 

 

 

انتظار ثقيل عابق برائحة البارود، يخيم في بيروت في ظل السلبية الطاغية لدى المعنيين بالمفاوضات ومن يدور في فلكهم، استنادا الى تجربة غزة، وفصول المباحثات المستمرة بشانها منذ اكثر من سنة، حيث القرار الاميركي في المنطقة يتجه الى ان يكون اكثر تشددا، مع تركيبة الادارة الجديدة التي باتت واضحة المعالم والاتجاه.

 

وفي هذا الاطار، تكشف مصادر سياسية لبنانية واسعة الاطلاع، ان الاجواء الايجابية الوهمية حول قرب التوصل لوقف لاطلاق النار تبدو غير واقعية، بحسب اكثر من جهة خارجية، ليس آخرها وزير الخارجية المصري الذي غادر بيروت باجواء تشاؤمية، متوقعا ان تكون الامور ذاهبة باتجاه تصعيد كبير قد لا يكون مضبوطا، رغم ان المطلوب اليوم مقاربة جديدة لتوازنات القوى، وللاوضاع الاقليمية والدولية، مستندة الى مجموعة من المؤشرات ابرزها:

 

– مسودة الاتفاق التي خاطها كل من الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين ووزير الشؤون الاستراتيجية “الاسرائيلي” رون ديرمر، في واشنطن بالتنسيق مع رئيس الحكومة “الاسرائيلية” بنيامين نتانياهو والتعاون مع فريق الرئيس دونالد ترامب، والتي اخذت بعين الاعتبار المطالب “الاسرائيلية” المتوافقة مع مصالح الامن القومي الاميركي في المنطقة.

 

– عدم تسلم الجانب اللبناني نسخة من المقترح الاميركي الجديد، رغم ان السفيرة الاميركية ليز جونسون، سبق وابلغت رئيسي المجلس والحكومة، ان بيروت ستتسلم نسخة من الاتفاق الاميركي – “الاسرائيلي” قبل نهاية الاسبوع، وهو ما لم يحصل حتى الساعة.

 

– اعلان “تل ابيب” عن تجهيزها لخطط بديلة تستعد الحكومة المصغرة، لاقرارها في حال فشل مفاوضات وقف اطلاق النار مع لبنان، وهو ما ترجحه التقارير الاستخباراتية على اختلافها.

 

– اعتبار الجانب اللبناني ان ثمة فخ ما ينصب لبيروت بالتكافل والتضامن بين واشنطن و”تل ابيب”، بسبب الالغام التي وضعت بين بنود التسوية، والتي قد يكون اهمها، لجنة الاشراف والمراقبة الاميركية – البريطانية ودورها، علما انه منذ اشهر معدودة تم احباط مشروع بريطاني لاقامة ابراج مراقبة على الحدود الجنوبية، ومواقع عسكرية نموذجية.

 

– اطلاق الجيش “الاسرائيلي” المرحلة الثانية من عمليته البرية في لبنان، بالتنسيق مع القيادة الوسطى الاميركية التي اطلعت على تفاصيل الخطط الموضوعة، في مقابل رفع حزب الله من منسوب عملياته النوعية من خلال استهداف مقر وزارة الدفاع “الاسرائيلية”، مع دخول “فادي 6” برأسه الحربي الذي يزن 140 كلغ ومدى يصل الى 225 كلم والعامل بالوقود الصلب، ما يعني عمليا توسيع رقعة العمليات باتجاه العمق.

 

-“الاشتباك” الاميركي- الروسي، بعد ادخال “تل ابيب” موسكو على خط الاتصالات الجارية، كشريك في التسوية لجهة ضمان الحدود اللبنانية الشرقية والشمالية، وعدم تسرب اي سلاح لحزب الله، وهو ما دفع بواشنطن الى الاعلان صراحة عن ان لا دور لموسكو في الصفقة التي يعمل عليها، باعتبار لبنان من “الحصة الاميركية الصرف”.

 

– اتفاق الادارتين الديمقراطية “الفالة”، والجمهورية “الراجعة”، على اولوية الحل في غزة.

 

– المخاوف الايرانية مما يحاك اميركيا واسرائيليا ضد طهران، استنادا الى تصريحات رئيس الوزراء “الاسرائيلي”، النشاط والحشود الاميركية الهجومية الضخمة في المنطقة، الهجمات شبه اليومية التي تشنها القوات الاميركية ضد ما تسميه “الميليشيات الايرانية” في سوريا، تخطيط “تل ابيب” لتوجيه ضربة استباقية ضد ايران، لن يكون لها خطوط حمر.

 

انطلاقا من تلك المعطيات، معطوف عليها تركيبة “صقور” الادارة الاميركية الجديدة، لا تبدو الامور سائرة نحو الحلحلة اقله في المدى المنظور، فرسالة ترامب للبنانيين واضحة الخطوط والمسار، وفي احسن الاحوال اقراره عن عجزه في تنفيذها يحتاج الكثير من الوقت.