Site icon IMLebanon

تحرّك واشنطن لـ”رفع العتب”… لا وقف للنار قبل الانتخابات الأميركيّة 

 

 

 

تشكل زيارة كل من وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن والموفد الرئاسي آموس هوكشتاين الى المنطقة التحرك الاميركي الاخير، لمحاولة وقف النار في لبنان وغزة قبل موعد الانتخابات الاميركية. المحاولة الاميركية لا تعني بالضرورة ان هناك رغبة حقيقية في واشنطن بوقف الصراع، وبخاصة ان كل المؤشرات تؤكد الدعم المطلق لـ “تل أبيب” بالحرب على حزب الله، كما بالحرب المستمرة على حماس بشكلها الحالي، اي من خلال عمليات أمنية محددة، وهو ما كانت تدفع باتجاهه الادارة الاميركية الحالية منذ فترة في غزة.

 

وتشير مصادر مواكبة للحراك الاميركي الى ٣ اهداف اساسية:

 

– الاول: التوجه الى الناخبين العرب في الولايات المتحدة الاميركية، للقول لهم ان الديموقراطيين معنيين بوقف الصراع والمجازر الحاصلة في المنطقة، وانهم سيواصلون هذا المسار في حال وصول المرشحة كامالا هاريس الى البيت الأبيض.

 

– الثاني: محاولة الاستثمار باللحظة الحالية لفرض الشروط الاميركية- “الإسرائيلية” على محور المقاومة، لاعتبار واشنطن ان عمليتي اغتيال الشهيد السيد حسن نصرالله ومؤخرا يحيى السنوار، شكلتا ضربتين موجعتين جدا للمحور، ما قد يؤدي لتقديم تنازلات تريدها “تل ابيب”، وتطمح اليها واشنطن».

 

– الثالث: التشديد على “اسرائيل” كي يكون ردها المرتقب على ايران مدروسا جيدا، بحيث لا يؤدي لحرب شاملة في المنطقة، خاصة قبل اسبوعين من موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، وعدم تفرغ واشنطن على الاطلاق للتعامل مع انفجار الوضع تماما في منطقة الشرق الأوسط.

 

وباتت كل القوى مقتنعة، تضيف المصادر، بأن اي فصل بين ملفي غزة ولبنان لم يعد يصح، وان اي حل للصراع في المنطقة يبدأ من طهران، وينسحب تلقائيا على غزة ولبنان، وان محاولة فصل المسارات اليوم يُعقّد الحلول ولا يُقرّبها.

 

اما بالشأن اللبناني، فتعتبر المصادر الى ان «ما تروج له “اسرائيل” عن شروط لوقف النار، هي اشبه بـ”حلم ابليس بالجنة”، مشيرة الى ان “هكذا شروط لا يتم السير بها الا مع انتهاء حزب الله وتبخر بيئته، والكل يدرك ان ذلك من سابع المستحيلات»، مضيفة: “حاولت واشنطن استكشاف مدى جهوزية لبنان لتقديم تنازلات بهذا الحجم، لكن الجواب جاء حاسما وصارما بأن لا بحث ولا نقاش بأي شيء خارج الاطار الضيق للقرار 1701، وان الحزب لن يعطي بالسياسة ما لم ينجح العدو في فرضه في الميدان».

 

ويبدو ان الولايات المتحدة الاميركية التي كانت متحمسة جدا لانتخابات رئاسية تسبق وقف النار، وصلت لقناعة بوجود قرار حاسم لدى حزب الله برفض تقديم الرئاسة لاخصامه على طبق من فضة، وبات واضحا ان القرار هو بالسعي لحل سلة واحدة يشمل وقف للنار في غزة ولبنان، كما انتخابات رئاسية واستحقاقات اخرى اساسية.

 

ومع عودة هوكشتاين وبلينكن الى الولايات المتحدة الاميركية تكون الادارة الحالية انصرفت كليا للاستعداد للانتخابات الرئاسية، معطية الضوء الاخضر لـ “تل ابيب” لتواصل حربها على حماس وحزب الله، باطار مخطط مدروس ومتفق عليه مسبقا بين الطرفين، على ان يكون السادس من نوفمبر المقبل يوما آخر، فيتحدد بعده اذا كان سيتم لجم نتنياهو ووضع حد للصراع في المنطقة، او تتواصل الحرب وتتمدد لتتحول حربا شاملة ومباشرة بين ايران والولايات المتحدة الاميركية.