Site icon IMLebanon

إنقسام أميركي بين الإدارة والكونغرس حول لبنان

 

إلى الأجواء الضبابية، زاد تصريح رئيس مجلس النواب، وما رافقه من حركة سياسية، حول ضرورة إتمام الاستحقاق الانتخابي الرئاسي قبل ١٥ حزيران، الكثير من التساؤلات عند المعنيين، وما اذا كان مبنيا على رغبات ام حقائق ومعطيات لم يتبلغها كثيرون بعد، علما انه جاء عشية زيارة مرشح الثنائي سليمان فرنجية لدارة السفير السعودي، ما آثار انتقادات كثيرة من أكثر من جهة.

 

بلة موقف ابو مصطفى زاد منها طين الغموض الدولي، الذي يرافقه حملة تشويش كبيرة في اكثر من اتجاه، جعلت من الصعب جدا حسم خيارات عواصم القرار، خصوصا في ظل الانقسام القائم بين لبناني – ديموقراطي ولبناني – جمهوري، حلبته قصر بعبدا في هذه الجولة.

 

هذه «المعمعة» الداخلية، يقابلها ضياع في التقييم للمواقف الخارجية، يبدأ من التسريبات حول علاقة اطراف خماسي باريس ببعضهم وتناقض مصالحهم، الذي تسبب بتأجيل اجتماع مقرر وفقا للبعض، وهو ما تنفيه مصادر ديبلوماسية مواكبة، كاشفة ان اللقاء المقبل من حيث المبدأ سيكون بعد انجاز الانتخابات الرئاسية، علما ان التنسيق قائم ودائم بين العواصم المعنية، ولا ينتهي بالحديث عن الموقف الاميركي «المشتت» بين الإدارة من جهة، والكونغرس من جهة أخرى، وتأثير ذلك على المبادرة الفرنسية، وبينهما ما يحكى عن خربطة قطرية مدعومة من جهات مجهولة معلومة، باعتبار مساعيها قد تشكل الاخراج لسيناريو التفجير.

 

وحول العلاقة الأميركية – السعودية، تؤكد المصادر انه خلافا للجو العام السائد نتيجة دخول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، كلاعب اساسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية، ضمن ضوابط مصالح الأمن القومي لواشنطن، بحسب اتفاق «الجانتلمان» مع مستشار الأمن القومي جاك سوليفان اخيرا، فان واشنطن والرياض متفقتان تماما حول الملف اللبناني بشقه الرئاسي، بعيدا عن اختلافهما حول ملفات المنطقة ومنها الموضوع السوري، حيث دور دمشق «اللبناني»، وفقا للمصادر، لا يزال بعيدا حاليا.

 

وتتابع المصادر بأن رسالة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي روبرت مانديز إلى الرئيس الاميركي جو بايدن حول الوضع اللبناني، والتي وقعها أيضا العضو البارز في اللجنة جايمس ريتش، ان دلت على شيئ، فعلى الاختلاف في النظرة إلى الحل اللبناني، بين الكونغرس ،حيث تلعب «اللوبيات» المختلفة دورا متزايدا، والادارة الأميركية المنشقة بدورها على نفسها.

 

الا ان الابرز في الرسالة ما حمله ما بين سطورها، والذي عزز من خطورتها، انها جاءت:

 

– نتيجة اتفاق بين الديموقراطيين والجمهوريين، ما يشكل ضغطا لا يستهان به على الإدارة، المضطرة إلى الاخذ بعين الاعتبار بهذه التوصيات، خوفا من تحولها إلى قوانين يسهل بتمريرها.

 

– تصنيفها رئيس مجلس النواب نبيه بري «بالمعطل»، وتحميله مسؤولية توازي تلك التي حملت لحارة حريك، وفي ذلك خطوة لافتة هي الأولى من نوعها، رغم ان الإدارة الأميركية دائما ما حيّدت «الاستيذ»، معتبرة انه ضرورة في الحوار غير المباشر مع حزب الله. فهل السبب هو فقط عدم دعوته لجلسات انتخاب؟

 

– تأتي عقب حسم الإدارة الديموقراطية لسياستها تجاه لبنان، والتي برزت واضحة في التمديد الثاني للسفيرة دوروثي شاي في موقعها في عوكر، وما يحمله القرار من تأكيد على أن سياسة واشنطن ثابتة،خصوصا ان موقف السفيرة من بعض الشخصيات المؤثرة لعب دورا كبيرا في رسم الكثير من معالم الإستراتيجية اللبنانية، ومع الحديث عن تخفيف وتيرة العمل في مجمع السفارة الأميركية في عوكر،والذي ترجم على أنه تراجع للاهتمام بالملف اللبناني.

 

– اهمية الرسالة انها تصب في سياسة الكرسي الرسولي تجاه لبنان، المدعومة من لوبي كاثوليكي قوي لا يستهان به في الولايات المتحدة الأميركية.

 

عليه تقول المصادر ان استراتيجية واشنطن واضحة تماما،وسمعها اكثر من زائر في الفترة الأخيرة، وقوامها: تحجيم دور حزب الله بمختلف الوسائل الممكنة، إعادة التوازن إلى سلطات ومؤسسات الدولة على اختلاف انواعها، تمهيدا لقيام نظام سياسي جديد بعد فترة تجريبية، وتعزيز الشفافية والحكومة السليمة.

 

وختمت المصادر بأن واشنطن تتعامل مع لبنان بوصفه محمية اميركية، يقع ضمن منطقة نفوذها ومصالحها، انطلاقا من انها الاقوى شعبيا فيه، وتملك قاعدة سياسية هي الأمتن في المنطقة، وهو ما تدركه كل القوى الإقليمية والدولية المتنافسة،لذلك فان الزمن القادم أو العصر القادم في لبنان سيكون أميركيا بمباركة كاملة من الجميع، والرئيس ايا كان اسمه لن يكون بغربة عن واشنطن، سواء بقيت ديموقراطية او عادت جمهورية، وهنا بيت القصيد.