Site icon IMLebanon

لهذه الأسباب ..”إسرائيل” لا تجرؤ على الحرب الواسعة

 

 

لا يختلف اثنان على ان تأخر الرد على إغتيال القائد العسكري لحزب الله فؤاد شكر واستهداف الضاحية، له حسابات كثيرة تتصل بتحديد الأهداف وتفاصيل عسكرية، لكن الجزء الأكبر له علاقة بالاستراتيجية القتالية القائمة على ترهيب العدو، وإضافة المزيد من التوتر والقلق واللعب على أعصاب الجيش والمجتمع “الإسرائيلي”. فالانتقام كما يؤكد رئيس مجلس النواب نبيه بري “يؤكل باردا” ، ولدى قيادة حزب الله توقيت خاص للرد الذي حسم الأمين العام السيد حسن نصرالله انه آت لا محالة.

 

هذا الرد تحدده الليالي والأيام والميدان، كما قال في خطابه الأسبوع الماضي، حيث رسم السيد نصرالله إطاراً واقعيا للمعركة بين الحزب والعدو الاسرائيلي، محذرا من تخطي القواعد والمعادلات، ومعددا حجم الأضرار غير المسبوقة لدى “الإسرائيليين”. فالمصالح الحيوية والمنشآت ستكون في مرمى الحزب، وضرب مطار يقابله مطار، واي هدف يقابله هدف مماثل، ومع ان حزب الله لا يزال يحصر ضرباته في الأهداف العسكرية، حتى عندما تقع إصابات في صفوف المدنيين، الا ان هذا الأمر لا ينسحب على التصعيد المقبل بعد رد حزب الله وإيران، إذا جرى تخطي الخطوط التي وضعها السيد نصرالله من قبل العدو الاسرائيلي.

 

تتناقض التوقعات، فثمة من يعتبر ان الخامس عشر من الشهر الحالي محطة مفصلية في مسار الحرب على غزة والجنوب، وهناك من يرى ان العدوان على مدرسة التابعين دليل مسبق على فشل المفاوضات، ومع ذلك لا يعتقد كثيرون ان جنون نتنياهو سيأخذه الى الحرب الكبرى. فالأمور لا تزال حتى الساعة تحت سقف “ما دون الحرب الواسعة” ، فإسرائيل بالنسبة الى محللين إستراتيجيين لن تتجرأ على توسعة الحرب والذهاب الى حرب كبرى تلبية لجنون نتنياهو، وذلك لمجموعة من الأسباب تتعلق بموازين القوى وقوة الردع لدى حزب الله والمحور، فلا مكان آمن في “اسرائيل”، والصواريخ يمكن ان تصل الى أهداف في العمق “الاسرائيلي” .

 

ومع ان نصيب لبنان من العدوان الاسرائيلي على لبنان لن يقل بالتوقعات عما يجري من وحشية في غزة، إلا انه بالمقابل ان حجم ما سيرمى من نيران على شمال “اسرائيل” سيكون شبيها بمفاعيل قنبلة نووية بقدراتها التدميرية الهائلة.

 

في خطابه الأخير لوح الأمين العام لحزب الله بخسائر تصل الى ١٥٠ مليار دولار في حال ضرب الشمال “الاسرائيلي”، مع إمكانية شمول الاستهداف ما بعد الشمال، وهذا الرقم يضاف الى خسائر حرب غزة التي اقتربت من ال ٤٠٠ مليار دولار، وفق مراكز أبحاث في واشنطن. وبالتالي فان توسعة الحرب من لبنان ستشكل امتدادا أكبر لخسائر العدو، وتتسبب بويلات على الاقتصاد “الاسرائيلي”، بسبب وقف الانتاج الصناعي والتجاري وتوقف الصادرات، مما يعني ان التكلفة الاقتصادية ستكون باهظة. أضف الى ذلك ان التداعيات الاقتصادية لن تقتصر على غزة ولبنان، بل ستطال المنطقة بسبب الضغوط على الأسواق المالية وعراقيل التجارة والشحن.

 

لا يمكن للحرب مع لبنان ان تحقق نتائج إستراتيجية، فحزب الله كما يؤكد خبراء استراتيجيون يقاتل باحتراف، وقدرته على إيلام “اسرائيل” عسكريا واقتصاديا مؤثرة أكثر من حماس، بسبب الموقع الجغرافي للشمال “الاسرائيلي” تحت مرمى الحزب.

 

سمى السيد حسن نصرالله حيفا وميناء حيفا تحديدا من ضمن الأهداف المحتملة التي يستطيع الوصول اليها بنصف ساعة ، فميناء حيفا هو الأكبر في “اسرائيل” وفيه ترسو الغواصات والسفن الكبرى، بالإضافة الى قاعدة عسكرية ومنشآت صناعية وبيتروكيماوية وخزانات غاز ومحروقات، سيكون انفجارها أقوى من انفجار مرفأ بيروت.

 

لهذه الأسباب لا تتوقع مصادر سياسية ان تقدم “اسرائيل” على أي مغامرة مهما كان الرد من إيران وحزب الله، لأن اي خطوة ناقصة ستكون تدميرية وتقود الى الحرب الشاملة، وعلى الأرجح سيبقى الأمر مقتصرا على الردود المتبادلة ، الى ان تحين ساعة الصفر للمفاوضات او التسوية الإقليمية.