Site icon IMLebanon

الفاتيكان على خط الوساطة مع الخليج بعد زيارة ميقاتي الخميس… هل تنجح في المهمّة ؟

فقدان التوازنات وتراجع الدور المسيحي في لبنان… هواجس سيطرحها البابا خلال اللقاء

ككل دولة معنية بوضع لبنان، تتلقى الفاتيكان التقارير والرسائل عما يجري في لبنان، لوضع قداسة البابا فرنسيس في صورة الواقع السوداوي، والانهيارات على جميع الاصعدة، خصوصاً تلك التي تتوالى على لبنان في مختلف القطاعات الاقتصادية والمالية، بحيث بات اللبنانيون يحتاجون الى ادنى مقومات العيش، فيما تطوقهم المآسي من كل حدب وصوب، اذ كل يوم تستجد أزمة جديدة على البلد، نتيجتها إنقسام عامودي بين المسؤولين الموزعين على مجموعة افرقاء واتجاهات مختلفة، في ظل ضياع شعب يبحث عن ملاذ آمن خارج بلده، باحثاً عن هجرة ومستقبل خارج حدود الوطن .

هذه الصورة المأساوية التي تشهدها كل يوم عواصم القرار، وصلت بدورها الى حاضرة الفاتيكان التي تنظر بخوف وهواجس الى مصير لبنان، والمسيحيين فيه بصورة خاصة، الذين يتقلّص عددهم شيئاً فشيئاً بسبب هجرتهم، كما ينقل عن قداسة البابا إستشعاره القلق على القضية اللبنانية والمصير المرتقب، لذا يدعو الى الابتعاد عن كل الصراعات الاقليمية المحيطة به، وعدم إقحامه في مشاكل المنطقة، لتفادي كل التداعيات عليه.

وفي هذا الاطار، يشير ديبلوماسي عربي، الى انّ الحبر الأعظم سيدخل على خط الوساطة مع دول الخليج، لحل الازمة العالقة بينهم ولبنان، وبصورة خاصة مع المملكة العربية السعودية، عبر وسطاء سيقومون بهذا الدور قريباً، على ان يكون هذا الطبق السياسي حاضراً، خلال الزيارة التي سيقوم بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الفاتيكان، هذا الخميس في 25 الجاري.

الى ذلك يشير مصدر سياسي مطلّع الى انّ الزيارة ستناقش قضايا اخرى، منها التأكيد على إجراء الانتخابات النيابية في الموعد المحدّد لها، من دون أي تفكير بالتمديد لمجلس النواب، لانّ هذا مرفوض بقوة من قبل دول القرار، مع ضرورة ضبط وضع لبنان الامني والحفاظ على الاستقرار، وتشديد البابا على إحياء مقومات العيش المشترك بين اللبنانيين، لانّ ما يعنيه هو الوضع اللبناني ككل، وليس المسيحي فقط.

ويلفت المصدر الى وجود تفاؤل لدى ميقاتي، من نجاح الزيارة التي طلبها هو للقاء البابا ، نظراً لما يتمتع به الاخير من نفوذ ديني يساهم في إنجاح وساطاته، وهي تأتي في توقيت زمني لافت، يلتقي مع مفاوضات اقليمية ودولية، خصوصاً عشية استئناف مفاوضات فيينا حول الملف النووي الإيراني في 29 الجاري، إضافة الى لقاء مرتقب بين البابا والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وبالطبع سيكون الملف اللبناني حاضراً بقوة بينهما، مع الامل بأنّ تخرق هذه المحادثات ولو ثغرة امل في الجدران اللبناني المقفل.

وينقل المصدر عن رئيس الحكومة اعلانه دائماً، بأنه يلقى الدعمين الفرنسي والاميركي، ويطمح لنيله الدعم الفاتيكاني خلال ايام، خصوصاً ان الحبر الاعظم يُبرز اهتمامه بلبنان وتمسّكه بالدولة وليس بالطائفة المسيحية فقط، كما يدعو دائماً للحفاظ على المناصفة، ولا يظهر بأنه مع فريق ضد آخر من منطلق طائفي، وإن كانت هواجسه تتفاقم كل فترة ، من تغيير وجه لبنان بسبب الاختلال الديموغرافي، وخوفه من تقلّص عدد المسيحيين المستمر، لانه الممثل الاول للمسيحيين في العالم. وهنالك قلق دائم لديه من تهميشهم وإبعادهم عن المراكز الحساسة في الدولة، خصوصاً بعد تراجع دورهم السياسي بشكل فاعل، وغيابهم عن صنع القرار فيه، من هنا يتحدث البابا مع المسؤولين اللبناينين حين يزورونه، عن الهواجس التي تعتريه، من فقدان التوازنات وأسس العيش المشترك وغيرها من الامور الهامة، اذ لا يخفى عليه انّ المسيحيّين يعيشون حالة قلق على المصير، بعد ان كان لبنان يحوي أكبر وجود مسيحي فاعل في الشرق، فالمسيحيون أصيبوا منذ التسعينات بتراجع سياسي كبير، لان عوامل عدة لعبت دوراً في تناقص عددهم، من ضمنها الخلل الطائفي الذي يسيطر على المؤسسات، حيث يتراجع المسيحيون بوضوح، على الرغم من الكلام المعسول الذي نسمعه، بضرورة إصلاح هذا الخلل من دون اي نتيجة على ارض الواقع، وختم المصدر: هذه الهواجس ستطرح خلال لقاء البابا مع ميقاتي».