Site icon IMLebanon

الفاتيكان اللبناني

نعرف أن زيارة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي إلى حاضرة الفاتيكان، التي حدثت أمس، هي دليل آخر على طيب العلاقات بين هذه المرجعية المسيحية الأكثر أهمية بين المرجعيات البارزة في العالم قاطبةً، وبلدنا الصغير المغلوب على أمره والغارق في متاعبه ومشاكله ومآسيه، بل وفواجعه، التي ليس لها حدود…

ولكننا نعرف أيضاً أن وطننا له محبة خاصة لدى الجالس على «عرش روما».

ولم يكن أمراً عادياً أو حدثاً مألوفاً أن يعقد الفاتيكان «سينودساً» (مجمعاً مسكونياً) من أجل لبنان، في تسعينات القرن الماضي. ونحن، من موقع ترؤسنا إحدى اللجان الإعدادية في ذلك المجمع، نعرف ما تستغرق التحضيرات له من جهد ووقت ودراسات وأبحاث ولجان (إلخ…). ونود أن نشير سريعاً، نظراً لضيق المجال، إلى أن الفاتيكان لم يتخلَّ، أبداً، عن لبنان. في الماضي، من قبل الاستقلال بمئات السنين، وحتى اليوم. ولو شئنا عرض الوقائع لوجب عشرات المجلّدات وسنوات طويلة من الأبحاث وآلافاً من الباحثين…

فقط نود أن نقول إن المسؤول اللبناني، أكان رئيساً للوزراء أو رئيساً للجمهورية، أو في أي موقع آخر، عندما يكون في مقابلة مع البابا، إنما يكون في حضرة القداسة، والصدق، والحب الصافي الأصدق للبنان…

إن الفاتيكان، مع قداسة البابا فرنسيس الأول أو أي من أسلافه القدّيسين، لا يريد شيئاً من لبنان، ويريد له الخير كلَّه…

الفاتيكان لا يريد من لبنان أن يكون معه، ولا يريده أن يكون مع هذا البلد أو ضدًّ ذاك، ولا يطمع في مياهنا الاقتصادية ولا في ثرواتنا الطبيعية، ولا يستخدمنا ورقة في لعبة المصالح والنزاعات الإقليمية والدولية. فقط يريدنا أن نكون بلداً سيداً حراً مستقلاً ذا استقلال ناجز… ويؤلم الجالس على عرش بطرس أن تتردى أحوالنا (…).

وكلمة أخيرة: إن الفاتيكان ومعه الدول الكاثوليكية العديدة، خصوصاً في أوروبا وأميركا الجنوبية، لم يعترفوا بالكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة إلا بعدما اعترف به ياسر عرفات وعقد معه معاهدات.