Site icon IMLebanon

الفاتيكان يدحض ما حُكي عن تشنّج مع الخارجية المونسنيور سبيتيري قريباً في لبنان خلفا لكاتشيا

 

دحضت تسمية دولة الفاتيكان المونسنيور جوزف سبيتيري سفيرا لها في لبنان كلّ الكلام الذي ساد في الآونة الأخيرة عن توتّر للعلاقات بين البلدين بسبب ما عُزي، بنظر البعض، الى السياسة التي اعتمدتها وزارة الخارجية والمغتربين لا سيما بعد رفض البابا فرنسيس، في صيف العام الماضي، تعيين الديبلوماسي اللبناني جوني ابراهيم الذي اقترحه لبنان لمنصب سفير له في حاضرة الفاتيكان، نظرا الى صلاته السابقة بالماسونية.

وبحسب مطّلعين على الملفّ، فإنّ ترشيح البابا المونسنيور سبيتيري ينفي كلّ ما قيل عن سوء العلاقة مع الفاتيكان لا بل يأتي انعكاسا:

– أوّلا للعلاقات الجيّدة التي تربط لبنان بحاضرة الفاتيكان، والتي عملت وزارة الخارجية على ترسيخها في الأعوام الثلاثة الفائتة.

– وثانيا للعلاقات المميّزة التي تربط رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالبابا فرنسيس، وقد وافق رئيس الجمهورية على اقتراح اسم المونسنيور سبيتيري فور تبلّغه به من وزارة الخارجية.

ويضيف المطّلعون أنفسهم أنّ ما يُساق عن توتّر للعلاقات بين البلدين على خلفية تسمية ابراهيم في جلسة الحكومة بتاريخ العشرين من تموز 2017، ليس دقيقا نظرا الى انّ البابا فرنسيس قد أوضح لرئيس الحكومة سعد الحريري عند زيارته له في منتصف تشرين الاوّل الماضي عدم قبول ترشيح ابراهيم، الذي شغل منصب القنصل العام اللبناني في لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الاميركية، لمنصب سفير لدى الفاتيكان، نظرا الى علاقته بالماسونية، فسارع لبنان الى معالجة الموضوع عبر القنوات الديبلوماسية الرسمية وسمّى السفير أنطونيو عنداري الذي سرعان ما قبلت به حاضرة الفاتيكان، ليُسوّى الموضوع وتسمّي بدورها سفيرها الى لبنان المونسنيور سبيتيري، وهو ما استلزم بضعة أشهر منذ تشرين الأوّل الفائت.

وبنظرة سريعة الى سيرة المونسنيور سبيتيري، يتبيّن أنّه شغل منصب سفير للفاتيكان في كلّ من سريلانكا عام 2009 والكوت ديفوار عام 2013. هو يتحدّث أربع لغات هي الإيطالية، الإنكليزية، الفرنسية، الاسبانية والبرتغالية. وُلد في مالطا سنة 1959 ورُسم كاهنا سنة 1984 بعد أن حاز شهادة الدكتوراه في القانون الكنسي. وقد دخل السلك الديبلوماسي لدولة الفاتيكان سنة 1988 وخدم في دول عدّة، منها باناما، العراق، المكسيك، البرتغال، اليونان وفنزويلا.

وبعد طيّ هذا الملفّ بتسمية كلّ من لبنان والفاتيكان سفيريهما، تقول المصادر المطّلعة إنّ العلاقات بين لبنان والفاتيكان على أفضل حال ولن يُسمح بأن تمسّ مطلقا، نظرا الى أهمية موقع دولة الفاتيكان بالنسبة الى لبنان، كما لناحية المكانة المميّزة التي توليها الحاضرة البابوية للبنان – الرسالة، كما وصفّه البابا الراحل يوحنا بولس الثاني عندما زاره في العام 1997.

وسط هذه الأجواء، تتحدّث بعض الأوساط عن أنّها ليست المرّة الأولى التي يرفض فيها الفاتيكان أسماء مُقترحة على رأس السلك الديبلوماسي لديه بناء على أسس عقيدية – إيمانية، مُستذكرين اعتراضه على مرشح فرنسا لمنصب سفير في العام 2015، وهو الديبلوماسي لوران ستفانيني، بسبب مثليّته. وبعد مرور نحو 9 أشهر من الشغور، قرّرت فرنسا ترشيح ديبلوماسي آخر، فيليب زيلر، في خطوة أسرع الفاتيكان الى الموافقة عليها. وحصل الامر نفسه في العامين 2007 و2008، خلال أزمة ديبلوماسية مشابهة بين البلدين، عندما رفض الفاتيكان ايضا تعيين ديبلوماسي فرنسي مثليّ آخر. واستمرّ التعطيل أشهرا عدّة، قبل أن تقرّر باريس تعيين ديبلوماسي آخر.