IMLebanon

الفاتيكان يدقّ ناقوس الخطر… على كيان لبنان

لا تزال العواصم العالميّة تراقب الوضع اللبناني عن كثب، إذ إنّ الأولويات الإقتصادية والمعيشيّة قفزت إلى الواجهة مجدداً.

على وقع التحذير من الإنهيار، وتداول الأخبار بأن الوضع المالي يمرّ في أصعب مراحله، لا تزال عواصم عالمية عدة تسعى جاهدةً من أجل دعم لبنان ومساعدته على تخطّي هذه المرحلة الحرجة.

وفي السياق، برزت زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى روما، حيث شارك في مجمع التواصل المختص بوسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي الذي هو عضو فيه برئاسة البابا فرنسيس، كما سيتمّ اليوم إفتتاح دير للرهبنة اللبنانية المارونية في روما بحضور الراعي.

وينقل زوار الفاتيكان تأكيدهم دعم الكرسي الرسولي للبنان في كل المراحل والظروف، إذ إن هذا الدعم ليس متعلّقاً بظرف معيّن، حيث ظنّ البعض أنّ الإهتمام الفاتيكاني تراجع بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية في 31 تشرين الأول 2016.

وتؤكّد مصادر قريبة من الكرسي الرسولي أنّ الظروف التي كانت مرافقة لمسألة الفراغ الرئاسي مختلفة تماماً عما هي اليوم، ففي تلك المرحلة كان المركز المسيحي الأول في لبنان والشرق معرّضاً للزوال خصوصاً أن البلد كان يعاني من الفراغ وعدم إنتظام عمل المؤسسات.

وتشير إلى أنّ جهد الفاتيكان ينصبّ حالياً على تحقيق السلام في المنطقة، فالوضع في العراق لم يهدأ، والحرب السوريّة لم تنته بعد، وأحداث اليمن مستمرة، لذلك فإن أولوية الفاتيكان التواصل مع الدول الكبرى والفاعلة عالمياً من أجل الوصول إلى حلّ سلميّ للصراعات والحروب.

وتشدّد المصادر على أنّ عمل الفاتيكان لإنهاء الحرب وتحقيق السلام وخصوصاً في سوريا يصبّ في خدمة لبنان من نواحٍ عدّة، فالناحية الأولى هي أنه كانت للحرب السورية تردّدات أمنية على لبنان، ومجرّد إنتهائها يعني ذلك أن الوضع اللبناني سيرتاح أمنياً ويمكن للبنان الإنصراف إلى معالجة مشكلاته الأخرى.

ومن جهة ثانية، يرى الفاتيكان أن حلّ الأزمة السورية سيؤدّي حكماً إلى حلّ أزمة النزوح السوري، وبالتالي فإن لبنان سيرتاح من هذه الأزمة التي ترهقه وتدمّر إقتصاده بشكل كبير.

ويعلم المسؤولون في لبنان مدى الجهد الذي يبذله الفاتيكان من أجل حلّ أزمة النزوح السوري، وهو يقوم بإتصالات غير معلنة مع عواصم القرار وخصوصاً روسيا والولايات المتحدة الأميركيّة من أجل حلّ هذه الأزمة التي لا تزال مستعصية على الحلّ.

وقد وصلت في السابق تحذيرات من الفاتيكان تؤكّد أن خطر توطين النازحين موجود، ولا تزال هذه التحذيرات موجودة حتى وقتنا الحالي لأن الكرسي الرسولي لا يرى أي عمل دولي جاد من أجل عودة النازح إلى بلاده، بل يرى العكس وهو إطالة فترة الأزمة، علماً أن موقفه المبدئي هو مع العودة الكريمة لكل نازح إلى دياره سواء كان سورياً أو عراقياً أو ينتمي إلى أي جنسية أخرى.

ويؤكّد الفاتيكان على ضرورة أن يتّكل لبنان على نفسه ويجد حلاً لأزماته لأن الإستمرار في هذا الوضع سيؤدّي حكماً إلى خطر على الكيان، وبالتالي فإنه يراهن على إنقاذ الوضع لأنه يعتبر أن أحداً لا يستطيع إنقاذ لبنان إذا لم يقم أهله بهذه الخطوات الضروريّة.

ويجري التأكيد في الفاتيكان على أن لبنان غير متروك لقدره، فهناك رعاية دولية له، ومحاولة مساعدته لحلّ أزماته، لكنه في المقابل يرفض أن يدخل في الزواريب السياسيّة اللبنانية الضيقة والخلافات بين الطبقة السياسية، وخصوصاً بين أهل البيت الواحد، إذ يدعو اللبنانيين إلى حلّ مشكلاتهم بأنفسهم وعدم السماح للغريب بالدخول بينهم وزرع بذور التفرقة.