قيادة «التيار الوطني الحر» ترصد إستهداف تفاهماته الثلاثة.. وتفاقمه في الاسبوع الأخير
يجزم التيار ان المتضررين لن يصلوا الى مبتغاهم لا في تطيير الحكومة ولا في تقويض التفاهم الرئاسي
لا يُخفى على قيادة «التيار الوطني الحر» أن ثمة جهات من فريقي الصراع المحلي تتقاطع مصالحهم السياسية ومكتسباتهم المتراكمة نتيجة الـ Business Establishment أي النظام المؤسسي المصلحي الذي يشكل المظلة الجامعة لتلك الجهات المتنافرة إلا في سبيل الحفاظ على هذه المصلحية، على التصويب على التيار من أكثر من إتجاه ومنطلق، في مسعى الى تجريد التيار مما يراه نقاط قوة في علاقاته الناظمة تحت عباءة رئاسة الجمهورية.
ويبرز في سياق الاستهداف هذا:
أ- العلاقة مع حزب «القوات اللبنانية» المرتكزة على ورقة التفاهم التي أنتجت نقاط قوة مشتركة لكلا التيار والحزب أظهرت مفاعيلها في أكثر من ملف، وهي في الأساس قائمة على تفاهم إستراتيجي يحمل بطياته القدرة على منع العودة بهذه العلاقة الى ما قبل إعلان النوايا، وقوة دفع لتذليل أي إختلاف، في أكثر ملف، وصون هذا التفاهم.
ولا يخفى أن هذه العلاقة تتعرض يوميا الى سيل من الاستهدافات، إما للنيل منها أو لتشويهها وتقزيم مراميها كي تقتصر على رئاسة ميشال عون، بغية تجريدها من الهدف الإستراتيجي الذي وجدت من أجله القائم على تحصين الوضع السياسي المسيحي وتصليب القرار ومنع تشتت المصلحة العامة وتشظيها.
ب – التفاهم مع تيار «المستقبل»، الذي هو الآخر أنتج التسوية الرئاسية وملحقاتها، ولا سيما العلاقة الوطيدة بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل. لكنه، والأهم، أسهم في ترسيخ الاستقرار السياسي وفي صوغ مظلة حمائية لبنانية تستند الى التفاهم القائم بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والذي يحرص الإثنان على صونه وحمايته. ولا تخفى الأبوية التي تطغى على علاقة العماد عون بالحريري، وهي التي عززت المضي قدما في هذه العلاقة وتطويرها على النحو التي صارت عليه.
هذا التناغم بين التيار والمستقبل، هو الآخر يتعرّض للإستهداف، رغبة في تطويقه وربما تقويضه. وتكمن خطورة هذا الإستهداف في أن بعضه متأتٍ من أهل البيت، ويلقى صدى عند بعض القواعد، فيما تلاقيه الجهة التي من المفترض انها على خصومة معه. والذريعة هنا تحديدا أن رئيس الحكومة يفرّط بمكتسبات الموقع والجماعة لمجرّد أنه متفاهم مع رئيس الجمهورية.
جـ – التفاهم مع «حزب الله»، وهو الأول والأقدم من جهة التيار منذ إنخراطه في منظومة الحكم في العام 2005، والأكثر إستهدافا – داخليا وخارجيا – في مروحة تحالفات التيار وتفاهماته، نظرا الى مجموعة العوامل المعروفة، في طليعتها كثرة خصوم الحزب محليا وعربيا.
ولا يخفى أن التيار والحزب يحرصان، كلّ من موقعه وصداقاته، على حماية تفاهمهما لمصلحتين، عامة تتعلق بالانتظام العام ولأنه جاء يوم إعلانه من خارج الإصطفافين السياسي والمذهبي اللذين كانا رُسما للبنانيين في حينه، وخاصة ترتبط بالفوائد السياسية التي تعود على كلا التيار والحزب، ليس أقلها الإحتضان المسيحي لمشروع الحزب المقاومتي.
وتتلمّس قيادة التيار الوطني الحر، راهنا، تكثيف المتضررين إستهداف التفاهمات الثلاثة بالاتكاء على جملة عوامل معظمها خارجية مرتبطة بالصراع الإقليمي – الدولي على هوية المشرق العربي والمنطقة عموما، وعلى الصراعات والتناقضات العربية البينية.
وتلحظ قيادة التيار أن ثمة من المتضررين من حاول في الأسبوع الأخير، توسّل الحكومة لاستخدام الاستقرار (اللاإستقرار المُراد) أداة في هذا الاستهداف. غير أن التيار يجزم ان المتضررين لن يصلوا إلى مبتغاهم لا في تطيير الحكومة ولا في تقويض العلاقة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، لا بل تظهر التطورات صواب هذه العلاقة، وفي الأساس صواب التفاهم الرئاسي بين الرجلين.