Site icon IMLebanon

تفاهمات فيينا تحرّك الوساطة الأميركيّة على خطّ الترسيم؟!!

 

 

تتوقع مصادر ديبلوماسية مطلعة أن تكون الأيام القليلة المقبلة حاسمةً على صعيد إعادة إحياء الإتفاق النووي في العام 2015 بين الأطراف المفاوضة في فيينا، بعدما أجمعت كلّ من واشنطن وإيران على أن تقدماً قد تحقق، بصرف النظر عن كل التطورات الدراماتيكية على الجبهة الأوكرانية – الروسية في الساعات الـ 48 الماضية.

 

وتنطلق هذه المصادر من المشهد التفاوضي في فيينا، لتكشف عن أن الساحة اللبنانية، قد لا تكون على موعدٍ مع تحولات مباشرة على مستوى الإنعكاسات المرتقبة لعودة العمل بالإتفاق النووي الإيراني، باستثناء عودة المساعي الأميركية لتسريع إنجاز ملف ترسيم الحدود البحرية. وتشير في هذا السياق، إلى أنه وعلى الرغم من أن الإتفاق سينسحب إيجاباً على مجمل ساحات المنطقة، فإنه ليس من الضروري أن يكون لبنان مدرجاً على طاولة أو بنود الإتفاق النووي، خصوصاً وأن أقصى ما هو متوقع اليوم، هو البقاء على صيغة الإتفاق السابقة، وليس تطويره وفق ما يتردد في بعض المجالات السياسية والديبلوماسية الغربية كما الإقليمية. وبالتالي، فإن المطروح راهناً ومن أجل عدم العودة إلى التوتر والتصعيد وربما الحرب، يتركّز بالسعي إلى استعادة مناخ التوافق السابق والإتفاق عينه، والذي كانت الولايات المتحدة الأميركية والرئيس دونالد ترامب، قد بادر على الخروج منه.

 

وتستبعد المصادر الديبلوماسية أن يتأخر التفاهم في ظلّ انعدام البدائل، على الرغم من التصعيد في لهجة وخطاب المفاوضين في فيينا، والشروط المتبادلة التي لم ترسو بعد على معادلة حاسمة، علماً أن العودة الأميركية ستكون مشابهة للخروج الأميركي من الإتفاق النووي، حيث تلاحظ المصادر نفسها، تسجيل استعدادات في الكواليس الديبلوماسية بالنسبة لمقاربة مرحلة ما بعد عودة الإتفاق إلى دائرة الضوء، في موازاة الإحتياطات المسبقة والدائمة لأي تصعيد مفاجىء يعيد الأمور إلى نقطة الصفر ويدفع إلى الفوضى، والتي لن يكون لبنان في منأىً عنها. مع العلم أن هذا الإحتمال يبقى ضئيلاً في ظلّ الظروف الحالية.

 

وعليه فإن المصادر الديبلوماسية ترى ترابطاً وثيقاً ما بين التقدم الملحوظ على جبهة المفاوضات في فيينا، وعلى اقتراب حسم ملف مفاوضات ترسيم الحدود البحرية الجنوبية مع “إسرائيل”، من حيث الدور الأميركي الفاعل على صعيد إنضاج ظروف الترسيم، مع اقتراب موعد عودة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، كما نقلت المصادر نفسها عن أوساطٍ مواكبة لمفاوضات الترسيم البحري، طالما أن التوصل إلى اتفاق نووي في فيينا، من شأنه تحديد ساعة الصفر لاستئناف الإتصالات الأميركية على خطّ الترسيم.

 

وانطلاقاً من هذه المعطيات تلفت المصادر الديبلوماسية ذاتها إلى أن الصورة النهائية لن تتّضح على مستوى ملف الترسيم قبل حسم المشهد في فيينا، في ضوء التباينات الداخلية حول الخطين 23 و29، وصولاً إلى تحذير كتلة “الوفاء للمقاومة”، منذ نحو عشرة أيام، من الأفخاخ التي زرعها الوسيط الأميركي في عملية ترسيم الحدود، ما يؤشر إلى عدم ثبات أية خطوة متقدمة في هذا الملف، على الأقلّ في المرحلة الزمنية القصيرة المقبلة والتي يستعجل فيها هوكشتاين إنجاز هذه العملية.