Site icon IMLebanon

هذه عناوين زيارة الموفد البابوي الى لبنان

 

انطلقت الحركة السياسية والإنتخابية في الأيام القليلة الماضية، بشكل ترك تساؤلات حول انطلاق القطار الإنتخابي، وبمعنى أوضح أن معظم القوى السياسية الأساسية وصلتها إشارات تؤكد على حصول هذا الإستحقاق في موعده، الأمر الذي تحدث عنه وزير خارجية الفاتيكان، إذ علم، ومن خلال لقاءاته مع المسوؤلين اللبنانيين، بأنه أصرّ على حصول الإنتخابات النيابية في موعدها الدستوري، ناقلاً في هذا السياق موقفاً حاسماً لقداسة البابا فرنسيس الأول، الذي سبق له وأن شدّد خلال لقائه مع الوفد اللبناني الذي شارك في استقباله خلال زيارته إلى قبرص، على ضرورة إجراء الإنتخابات، وبالتالي، علم من مصادر مواكبة، أن وزير الخارجية الفاتيكاني الكاردينال بول ريتشارد غلاغير، يحمل في زيارته ملفات في غاية الأهمية تتمحور حول أربع نقاط أساسية:

 

ـ ضرورة إخراج لبنان من أزماته ومعضلاته، وهنا، سبق للبابا فرنسيس الأول، أن تولّى شخصياً القيام بالإتصالات مع زعماء الدول الغربية والعربية المعنية بالملف اللبناني، من أجل هذه الغاية، ولكنه اصطدم بالواقع اللبناني من خلال فترة التكليف قبل التأليف قبل تشكيل الحكومة الحالية، إلى التأليف وتفاقم الأزمات على الساحة الداخلية سياسياً واقتصادياً ومالياً، ولكنه، وفق ما أعرب عنه الموفد الفاتيكاني، فإن البابا مستمر في مساعية لهذه الأهداف.

 

ـ إن الفاتيكان قلق على مستقبل لبنان وتغيير خصائصه، وخروجه عما يتمتّع به من تعدّدية طائفية وثقافية، وهذا ما كان قد عكسه السينودس الذي انعقد في الفاتيكان خلال حقبة البابا يوحنا بولس الثاني، وهذه المسائل أثارها لاحقاً البابا فرنسيس مع رؤساء الطوائف المسيحية في لبنان خلال زيارتهم لعاصمة الكثلكة في العالم، والتي جاءت بناء لرغبة من قداسته.

 

ـ ثمة هواجس تعتري الكرسي الرسولي في هذه المرحلة بالذات على صعيد الوضع المسيحي الداخلي في لبنان، وهذا ما أثاره البابا فرنسيس الأول في قبرص خلال لقاءاته الجانبية وبالتالي، فان الملف الأبرز الذي يحمله الكاردينال غلاغير، يندرج في هذا السياق، بمعنى أن الكرسي الرسولي، وبعد الحروب الحاصلة في العراق وسوريا ومناطق أخرى، بات قلقاً على الوجود المسيحي في المنطقة، على الرغم من أنه يعتبر لبنان نموذجا فريدا في التعايش الإسلامي ـ المسيحي، ولطالما كان وما زال يركّز على هذه النواحي والأسس الصلبة التي قام عليها لبنان، وإنما شعر الفاتيكان في الآونة الأخيرة أنه بدأت تبرز معالم خطرة تهدّد هذا الوجود على أكثر من خلفية، بداية الهجرة المتصاعدة والمخيفة في آن لعائلات مسيحية بأكملها، في ظل ما يشهده لبنان من صراعات ونزاعات طائفية وأزمات حياتية واجتماعية ومعيشية.

 

ـ إن القلق الآخر الذي يعبّر عنه البابا فرنسيس شخصياً والفاتيكان عموماً، يتمثل بعودة الصراع المسيحي ـ المسيحي، وهذا أمر مخيف وخطر، خصوصاً بين بعض القوى الأساسية التي سبق وأن تناحرت في ما بينها في مراحل سابقة. ومن هنا، شدّد وزير الخارجية الفاتيكاني، على أهمية التعايش في لبنان، ومن ثم ضبط الساحة المسيحية ووقف السجالات والإنقسامات والخلافات، كيلا تؤثّر أكثر وأكثر في الوجود المسيحي في لبنان.

 

ويبقى، أن الإنطلاقة الانتخابية، قد تشهد مزيداً من التفاعل في الأيام القادمة، لأن ما أشار إليه الكادرينال غالاغير، حول ضرورة حصول الإستحقاق الإنتخابي، وربطاً بالموقف الدولي المصرّ على إتمام هذا الإستحقاق، مؤشر إيجابي، في حين أن الثوابت التي أشار اليها غالاغير إلى ما حمله في زيارته، يعكس قلقاً من عدم حصول هذا الإستحقاق، وتداعيات ذلك في المرحلة المقبلة.